الروح والجسد
كل إنسان مخلوق من روح وجسد، وتسمى نفس، وهذه النفس هي التي أقسم الله جل وعلا بها في سورة الشمس فقال: ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8})) وتعبدنا الله بتزكيتها . ويعتبر الجسد كالصندوق للروح متى ما مات الانسان فارقته.
ولكل منهما له غذاء خاص، وانقسم الناس في ذلك أقسام:
١- من الناس من غذى الجسد دون الروح وهم أكثر الناس.
٢- ومنهم من غذى الروح والجسد معاً وهم القلة.
٣- ومنهم من غذى الروح ولم يهتم بالجسد وهم أقل القليل.
فالقسم الأول: نعم جسده بالمأكل والمشرب، والملبس، ورفه جسده، ونسي روحه ولذلك تجده في ضنك وضيق من العيش رغم الترفيه.
والقسم الثاني: اهتم بجسده وكذلك أهتم بروحه وغذاها بالتوحيد، والعبادة، وهؤلاء الخاصة من الناس. علموا بأن الله خلقهم للعبادة فعملوا بها.
أما القسم الثالث: عملوا على تغذية أرواحهم بالعبادات، وسخروا دنياهم لآخرتهم، وحدوا الله، وأشغلوا أنفسهم بعبادة ربهم، وذكره سبحانه، ولم يهتموا بأجسادهم إلا ما أوجب الله عليهم، تجدهم سعداء رغم فقرهم، فهولاء قليل جدا من الناس، وكان سلفنا الصالح من هؤلاء فرفع الله ذكرهم.
موضوع: الروح والجسد 
الثلاثاء نوفمبر 10, 2015 9:36 am