الشاعر العباسى أبو الفضل بن الأحنف
يقول :
ألا ليتَ شعري والفُؤادُ عميدُ : هوايَ قريبٌ أمْ هوايَ بعيدُ
وفي القُربِ تعذيبٌ وفي البعدِ حسرة ٌ : وما منِهُما إلا عليّ شَديدُ
مُعذِّبتي فِيمَ الصُّدودُ ومَا الذي : أُفَنِّدُ حتى لا يكون صُدودُ
أصدّقتِ حُسّداً وكذّبتِ عاشقاً :وليسَ سَواءً عاشقٌ وحَسودُ
ويقول :
سأهجُرُ إلفي وهِجراننا إذا : ما التقَينا صُدودُ الخُدودِ
كِلانا محبٌّ ولَكِنّنا ندافعُ عن حُبّنا بالصّدودِ
فأمّا الضّميرانِ منّا ففي : عذابٍ طويلٍ ووَجدٍ شديدِ
فَوَيْحَ مُحبَّينِ لم يَلقَيا :سروراً سوى نظرٍ من بعيدِ
ويقول :
تقولُ وقَد كَشفتُ المِرطَ عنها : وذلكَ لو ظفرتُ به الخُلودُ
تَنَاوَلْ ما بَدا لكَ غيرَ هذا : ففيما دُونَ ذا قُتِلَ الوليدُ
أرى طرْفي يُشوّقني إليها : كأنّ القلبَ يعلمُ ما أريدُ
تغارُ عليّ أن سَمِعتْ بأخرى : وأطلُبُ أن تجودَ فلاَ تجودُ
إذا امتنعَ القَريبُ فلم تَنلهُ : على قُربٍ فذاكَ هو البَعيدُ
أبو الفضل العَبّاسِ بنِ الأَحنَف
- 192 هـ / - 807 م
العبّاس بن الأحنف بن الأسود، الحنفي (نسبة إلى بني حنيفة)، اليمامي، أبو الفضل.
شاعر غَزِل رقيق، قال فيه البحتري: أغزل الناس، أصله من اليمامة بنجد، وكان أهله في البصرة وبها مات أبوه ونشأ ببغداد وتوفي بها، وقيل بالبصرة.
خالف الشعراء في طرقهم فلم يمدح ولم يَهجُ بل كان شعره كله غزلاً وتشبيباً، وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي، قال في البداية والنهاية: أصله من عرب خراسان ومنشأه ببغداد.