قصة زوجة سيدنا أيوب
- هي رحمة رضي الله عنها بنت ميشا بن يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام ، كما أخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه رحمها الله.
- كانت صابرة ، مؤمنة بقضاء الله في أهل بيتها ؛ كان زوجها أيوب ﷺ -قبل الإبتلاء- كثير الولد والمال والزرع والأنعام.
فأراد الله اختبار إيمانه فأنزل به ثلاث إبتلاءات ، أولها إحتراق مزارعه بعد جفافها وموت أنعامه من البقر والأغنام والإبل والحمير والثيران..فصبر وحمد الله وقال :"وديعةً كانت عندنا فأخذها، نَعِمْنَا بها دهرًا، فالحمد لله على ما أنعم، وَسَلَبنا إياها اليوم .. هو مالك الملك..".
ثم نزل به الإبتلاء الثاني في فقد أولاده جميعهم بالموت، فخرَّ لله ساجداً وحمده على قضاءه فيه ، ثم كان الإبتلاء الثالث في فقد الصحة بالمرض.
ففرّ منه الناس خوفاً من عدوى مرضه إلا زوجته (رحمة) كانت خير معين له وأظهرت له حناناً وعطفاً مِلء قلبها الكبير تجاهه، ﴿إنا وجدناه صابراً﴾.
فلم تجزع منه ولم تفارقه حتى حاول الشيطان وسوستها فيما حدث، ويحادثها لمَ يحدث هذا لأيوب الذي لم يذنب ذنباً؟
فكانت تستعيذ بالله من وساوسه.
وبقيَت تقوم على رعايته وخدمته سبع سنين حتى جاءت لأيوب تطلبه أن يدعو الله ليشفيه ، فسألها كم لبثتُ في البلاء ؟ فقالت سبعاً ، فقال لها حينما أخبرته أنه لبث سبع سنين في البلاء : "أستحي أن أطلب من الله رفع بلائه وما قضيت منه مدّة رخائي" ، ﴿ نِعم العبد إنه أوّاب ﴾فأقسم أيوب حينما علم أن طلب زوجته الدعاء كان بسبب وساوس الشيطان لها أن يضربها ١٠٠ سوط ثم دعا الله أن يكفيهما الشيطان وأن يرفع عنه البلاء.
فلما رأى الله صبره وعدم جزعه ردّ عليه عافيته( أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب )
ولما عادت له عافيته أمره الله أن يأخذ حزمة بها ١٠٠ عود من القش فيضربها به ضربة واحدة ليبرّ قسمه فيها وهذا من رحمة الله بها فلا القش يوجع.
فأعاد الله له عافيته وأموالاً أضعاف أمواله وحملت امرأته وأنجبت له ضعف ما فقد من الولد ، ﴿إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أوّاب﴾ .
عن ابن عباس عن النبي ﷺ أن عدد أولاده كانوا ٢٦ بعد رفع البلاء ولذا فإن عددهم قبل البلاء كانوا ١٣ والله أعلم ؛ ﴿وآتيناه أهله ومثلهم معهم﴾.