الشرك بالتوحيد

عدد المساهمات : 847 تاريخ التسجيل : 24/01/2012

الشرك بالتوحيد
( بمناسبة العام الهجري الجديد)
عماد الإسلام القرآن، وهدف القرآن تحقيق الإيمان بالغيب، كالإيمان بوجود إله للكون والملائكة والجن والرسل والأنبياء والكتب السماوية، وأن هناك حياة أخرى بعد الموت يقع فيها الحساب، فإما الى الجنة أو إلى النار، كل حسب عمله، وعماد الإيمان (التوحيد)، وهو أن لكل هذه الموجودات إله واحد لاشريك له، بيده مصير كل الأشباء لايشاركه فيها أحد، هذه الأسس المعرفية والعقائدية لاتكاد تخلو منها سورة من السور المائة وأربع عشرة التي تشكل الرسالة الإلهية الأخيرة للبشرية كما تنص على ذلك أكثر من آية قرآنية.
فإذن التوحيد هو عماد الدين، وطريق تصديق رسالة النبي محمد، فإذا ما شوهنا التوحيد قضي على الرسالة الإسلامية والإسلام جميعا،فضلا عن النبوة، فلابد من أجل تحقيق ذلك أن نعمد إلى:
1-القتل باسم التوحيد. لأغراض شرعية وغير شرعية.
2-هدر كرامة الإنسان باسم التوحيد، (تأسيس جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وفضائحها السلوكية معروفة للجميع ، والتي لم تستند إلى شرعية تذكر لا في زمن الرسالة، ولا أيام الخلافة الراشدة، ولنا معها موقف قابل.
3-التعامل مع المرأة وكأنها خشب مسندة، لا روح، ولا عقل، ولا عواطف، ولا حب، ولا كره، ولا ذوق، ولا حاسة جمالية، أو كبرياء إنساني، مجرد خادمة مطيعة للرجل، يفعل بها ما يشاء، ويقرر مصيرها وطريقة عيشها بما يرى ويهوى، وينهي حياتها وحياءها كيف شاء!. وكل ذلك بإسم التوحيد، وعلماؤه الجهابذة الذين يقرؤون الدين بلا ثقافة، كما يرى اوليفييه روا في كتابه: (الجهل المقدس، زمن دين بلا ثقافة). بل بالتقليد المشوه.
4- إغلاق الذهن عن التفكر بما يحيطه من دلائل خلق الكون، أو ما فكر به الإنسان، وسجله، أو تناقله جيل بعد جيل، والذي قد يتعرض للنسيان، أو الخطأ، أو ألزيادة والنقصان، وغيرها، ولتحقيق ذلك لابد من رفع شعار (ليس بالإمكان أبدع مما كان)، مقولة الجهل والتجهيل، كل ذلك بإسم الدين والتوحيد.لأن التفكر بذلك من وساوس الشيطان، وتلهية الحياة الدنيا عن الآخرة!.
5-الابتعاد عن روح العصر والحضارة، والعيش بالماضي الذهبي السعيد الذي لم يكن يوما ذهبيا، أو سعيدا، وحروب وكتب التاريخ خير شاهد على مآسيه. أيضا نقول هذا بإسم التوحيد، ونحاسب ونشهر بأهل العلم والتحضر من أجله، ثم نستورد كل شيء منهم من الإبرة إلى الرافعات التي تقتل الحجيج!، إلى السلاح الذي نعطي فيه كل ثرواتنا، من أجل أن نقتل بعضنا بعضا، ونجرم أنفسنا، وحقائقنا، وتاريخنا!.
6- فأي شيء بقي عندنا لم ندمره بإسم التوحيد؟!، حتى أخوة المسلمين و(وحدتهم) سحقناها باسم التوحيد، وأخذنا نتباكى عليها، إن صدقا، وإن كذبا؟!. فخلقنا لها حروب داعشية تدميرية: تنحر وتنتحر، وتفجر، وتسرق، وتنتهك أعراض وكرامة، وتهرب نفط وآثار الشعوب، فضلا على أعضاء البشر، وروحه، وفكره!.
7- فمن المشرك ومن الموحد؟، ومن الكافر ومن المؤمن؟، ومن العميل ومن الوطني؟، في شعار أو كلمة (التوحيد) التي هي كلمة حق يراد بها باطل حتما!!؟. لأن هدفها عبر التشويه هذا هو: تدمير التوحيد، والقرآن، والإسلام، والنبوة، والمسلمين بالتالي؟!. فلعنة التاريخ، والحضارة، والشعوب، والمقدسات، فضلا عن لعنة الخالق، كلها ستطال من يرفع شعار (التوحيد) ، لغرض(التدمير) !.