حِكـــايَةُ الصَـيّـــادِ وَالعُصْفـــورَة
أحمد شوقي
-------------------------------------
حِكـــايَةُ الصَـيّـــادِ وَالعُصْفـــورَة
---------------------- صارَت لِبَعضِ الزاهِـدينَ صُــورَه
ما هَـــزَأوا فِـيــها بِـمُسـتَحِـــقِّ
---------------------- وَلا أَرادوا أَولِيــــــاءَ الحَــــــــقِّ
ما كُــلُّ أَهْــلِ الزُهـــدِ أَهــلُ اللَهِ
---------------------- كَمْ لاعِـــبٍ في الزاهِــدينَ لاهِ
جَعَـلتُــها شِعْـراً لِتَلفِـتَ الفِـطَـن
---------------------- وَالشِعـرُ لِلحِكمَـةِ مُذ كانَ وَطَنْ
وَخَيْــرُ ما يُـنْـظَــَمُ لِلأَديـْـــبِ مـا
---------------------- نَـطَـقــَتـهُ أَلسُــنُ التَجــــــريبِ
أَلقــََى غــُــلامٌ شَـرَكاً يَصطــــادُ
---------------------- وَكُـلُّ مَنْ فَــوقَ الثـَّـرى صَيّــــادُ
فَاِنحَـدَرَت عُصْـفــورَةٌ مِنَ الشَجَر
---------------------- لَم يَنهَها النَهيُ وَلا الحـَزمُ زَجَـرْ
قــالَت سَــلامٌ أَيُّــها الغــــُــــلامُ
---------------------- قــــالَ عَلى العُـصْفـورَةِ السَـلامُ
قــالَت صَبِيُّ مُـنحَـني القـَنـــــاةِ
---------------------- قــــالَ حَـنَتـــْها كَـثٍْــرَةُ الصَــلاةِ
قـــالَـت أَراكَ بــادِيَ العِـظـــــــامِ
---------------------- قـــالَ بَرَتــْها كَـثـْـرَةُ الصِّـيــــــامِ
قـــالَت فَما يَكُـــونُ هَـذا الصُّــوفُ
---------------------- قـــالَ لِبـاسُ الزاهِــدِ المَـوْصُـوفُ
سَـلي إِذا جَهِـلْـتِ عــــــــارِفـيهِ
---------------------- اِبنُ عُـبَيــدٍ وَالفُضَــــــــــيلُ فيهِ
قــالَت فَما هَـذِي العَصـا الطَويلَه
---------------------- قـــالَ لِهــاتيكِ العَـصــا سَــليلَه
أَهُـشُّ في المَـرْعَى بِها وَأَتـَّكِـي
---------------------- وَلا أَرُدُّ النَّـــــاسَ عَـنْ تَـبَــــــرُّكِ
قـالَت أَرى فـَوْقَ التُـــــرابِ حَـبّــا
---------------------- مِمَّـا اِشـْـتَهى الطَيْـــرُ وَما أَحَـبّا
قــالَ تَشَـبَّهـْتُ بِأَهْـــلِ الخـَيْـــرِ
--------------------- وَقـُـلتُ أَقــْرِي بائِســـاتِ الطَـيْــرِ
فَإِنْ هَــدى اللَهُ إِلَيْــهِ جــــــائِـعاً
--------------------- لَم يَـكُ قــُرْبـاني القَليْــلُ ضــائِـعا
قـالَت فَجـُـدْ لي يا أَخـَا التـَنَسُّـكِ
--------------------- قـــالَ اِلقـُـطـيْهِ بــــــــارَكَ اللَهُ لَكِ
فَصَلِيَت في الفـَـخ ِّ نــارَالقــاري
--------------------- ومَصْـرَعُ العُـصْـفـورِ في المِـنقـــارِ
وَهـَتـَفـَــتْ تَقــُـــولُ لِلأَغــْـــرارِ
--------------------- مَقــَـــــالَةَ العـــــــارِفِ بِالأَسْـــرارِ
إِيّـــاكَ أَنْ تَغـتـَـــرَّ بِالـزُهّــــــــادِ
--------------------- كَم تَحـْتَ ثَــَـوْبِ الزُهْــدِ مِن صَـيَّـادِ