أوصافه الإنسانية: زوجته خديجة رضي الله عنها وهي أعرف الناس بخاصة أحواله وأخبر الناس بأوصافه حينما جاءه الوحي لأول مرة وعاد مذهولا إلى بيته يقول زملوني زملوني،، وأخبرها الخبر وقال لقد خشيت على نفسي، قالت له: كلا والله لايخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.. ، فكانت زوجته تمدحه وتطمئنه بإنسانيته.
يواسي طفلاً لموت طائر صغير كان يلعب به!
يقول أنس بن مالك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على أم سليم ولها ابن من أبي طلحة يُكَنَّى أبا عمير، وكان يمازحه، فدخل عليه فرآه حزينًا، فقال: "ما لي أرى أبا عمير حزينًا؟!" فقالوا: مات نُغْرُه الذي كان يلعب به، قال: فجعل يقول: "أبَا عُمَيْر، مَا فَعَلَ النُّغَيْر؟"
إنه لا يسخر من مشاعره، ولا يُسفِّه حزنه، بل يشاركه ويضاحكه، فإذا علمت أن هذا الطفل الصغير ما هو إلا أَخٌ لخادم يخدم رسول الله اطَّلعت على قدر الرحمة والتواضع اللذين كانا في قلبه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لا يَرحم لا يُرحَم"..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصبر على بكاء طفل ولا على ألمه.. يروي أبو قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أُمَامَة بنت زينب بنت رسول الله فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها.
وذلك حتى لا يزعج طفلاً!
"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حَسَنًا أو حسينًا، فتقدم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلَّى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ"
يروي أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنِّي لأَدْخُلُ فِي الصَّلاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ".
ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكَيِّف -بلا تعنت ولا تشدد- صلاته وصلاة المسلمين، لكي يرحم الطفل الصغير، وكذلك ليرحم أمَّه!