| واحة الفصحى 7 | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الخميس يناير 08, 2015 2:43 pm | |
| من الأوائل أول ما خلق الله: القلم. أول جبل وضع فى الأرض: أبو قبيس. أول مسجد وضع: المسجد الحرام. أول ولد آدم: قابيل. أول من خطّ بالقلم: إدريس عليه السلام وهو أول من خاط الثياب. أول من حزّ شاربه: إبراهيم عليه السلام وهو أول من اختتن، وأول من ضاف الضيف. أول من تكلم بالعربية: إسماعيل عليه السلام وهو أول من ركب. أول من عمل القراطيس: يوسف عليه السلام. أول من سرد الدروع: داود عليه السلام وهو من قال (أما بعد). أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم: سليمان عليه السلام وهو أول من دخل الحمام، وعمل له الصابون.
ـــــــــــــــــــــــــــ أول من خبز له الرقاق: نمروذ. أول من خضب بالسواد: فرعون، وهو أول من قطع الأيدى والأرجل. أول من طبخ الآجر: هامان. أول من سيب السوائب: عمرو بن لحى. أول من سن الدية مائة من الأبل: عبد المطلب. أول من قطع فى السرقة فى الجاهلية: الوليد بن المغيرة، وهو أول من قضى بالقسامة، وأول من خلع نعليه عند دخول الكعبة.
ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺗﺮﺟﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ.
يحكى أن شيخاً عالماً كان يمشي مع أحد تلاميذه بين الحقول وأثناء سيرهما شاهدا حذاء قديما اعتقدا أنه لرجل فقير يعمل في أحد الحقول القريبـة والذي سينهي عمله بعد قليل .... التفت الطالب إلى شيخه وقال : هيا بنا نمازح هذا العامل بأن نقوم بتخبئـة حذاءه ونختبئ وراء الشجيرات وعندما يأتي ليلبسه يجده مفقوداً فنرى دهشته وحيرته !. فأجابه العالم الجليل : "يابني يجب أن لا نسلي أنفسنا على حساب الفقراء ولكن أنت غني ويمكن أن تجلب لنفسك مزيداً من السعادة، والتي تعني شيئاً لذلك الفقير؛ بأن تقوم بوضع قطع نقدية بداخل حذائه ونختبئ كي نشاهد مدى تأثير ذلك عليه" !!. أعجب الطالب بالاقتراح وقام بوضع قطع نقدية في حذاء ذلك العامل ثم اختبأ هو وشيخه خلف الشجيرات؛ ليريا ردة فعل ذلك العامل الفقير .. وبعد دقائق جاء عامل فقير رث الثياب بعد أن أنهى عمله في تلك المزرعة ليأخذ حذاءه، وإذا به يتفاجأ عندما وضع رجله بداخل الحذاء بأن هنالك شيئا ما بداخله وعندما أخرج ذلك الشيء وجده (نقوداً) !!. وقام بفعل نفس الشيء في الحذاء الآخر ووجد نقوداً أيضاً !! نظر ملياً إلى النقود وكرر النظر ليتأكد من أنه لا يحلم .. بعدها نظر حوله بكل الاتجاهات ولم يجد أحداً حوله !! وضع النقود في جيبه وخر على ركبتيه ونظر إلى السماء باكيا ثم قال بصوت عال يخاطب ربـه : "أشكرك يا رب يا من علمت أن زوجتي مريضة وأولادي جياع لا يجدون الخبز؛ فأنقذتني وأولادي من الهلاك". واستمر يبكي طويلاً ناظرا إلى السماء شاكرا هذه المنحة الربانية الكريمة. تأثر الطالب كثيرا وامتلأت عيناه بالدموع .. عندها قال الشيخ الجليل : "ألست الآن أكثر سعادة مما لو فعلت اقتراحك الأول وخبأت الحذاء ؟. أجاب التلميذ : "لقد تعلمت درسا لن أنساه ما حييت .. الآن فهمت معنى كلمات لم أكن أفهمها في حياتي : "عندما تعطي ستكون أكثر سروراً من أن تأخذ". فقال له شيخه : والآن لتعلم أن العطاء أنـواع : - العفو عند المقـدرة عطـاء. الدعاء لأخيك بظهر الغيب عطـاء. التماس العذر له وصرف ظن السوء به عطـاء. الكف عن عرض أخيك في غيبته عطاءً. فهذه بعض العطاءات حتى لا يتفرد أهل الأموال بالعطاءات وحدهم !!
قال الأسود بن شعوب (وينسب إلى غيره) : تَخَيَّرَه فلم يعدلْ سِواه فنعم المرءُ من رجلٍ تهامِ . الشاهد في البيت : المعنى: يقول راثيا هشام بن المغيرة: إن الموت قد اصطفاه ولم يسو بينه وبين غيره من الناس، ولنعم هذا التهامي من رجل كامل الصفات. الإعراب: "تخيره": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو"، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "ولم": الواو حرف عطف، "لم": حرف جزم. "يعدل": فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "سواه": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "فنعم": الفاء حرف استئناف، "نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. "المرء": فاعل مرفوع. "من": حرف جر زائد. "رجل": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه تمييز. "تهامي": نعت "رجل" مجرور. وجملة: "تخيره ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب: وجملة: "لم يعدل ... " معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "نعم المرء ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. * الشاهد: قوله: "من رجل"، وهو فاعل في المعنى، ولكنه لما كان غير محول عن الفاعل جاز فيه الجر بـ"من".
خمس تجب للمسلم على أخيه : رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز. * رواه البخاري ومسلم. | |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| |
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| |
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 السبت يناير 10, 2015 1:46 pm | |
| ما حيلتي وأنا المكبّل بالهوى*** ناديته فأصَرَّ ألاّ يسمعــــــا وعجبتُ من قلبٍ يرقُّ لظالمٍ ***ويُطيقُ رغمَ إبائِهِ أنْ يَخْضَعَا فأجابَ قلبي لا تَلُمني فالهوى ***قَدَرٌ وليس بأمرِنَا أَنْ يُرْفَعَا
أربعة لا يأنف منهن الشريف : قيامه من مجلسه لأبيه ، وخدمته لضيفه وقيامه على فَرَسِه وإن كان له عبيد ، وخدمته العَالِم ليأخذ من علمه
إخباره عن رجل ممن يدعي الإسلام قاتل معه يوم حنين أنه من أهل النار: عن أبي هريرة قال: ((شهدنا مع رسول الله خيبر، فقال لرجل ممن معه يدعي الإسلام: هذا من أهل النار)). فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال، فكثرت به الجراح، فجاء رجل فقال: يا رسول الله! أرأيت الذي تحدّثت أنه من أهل النار! قد قاتل في أشد القتال فكثرت به الجراح. فقال : ((أما إنه من أهل النار)). فكاد بعض الناس يرتاب، فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع سهما فانتحر بها. فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله فقالوا: يا رسول الله! صدّق الله حديثك قد انتحر فلان وقتل نفسه، فقال : ((الله أكبر! أشهد أني عبد الله ورسوله، يا بلال! قم فأذّن: لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)).
التشْبيه : بَيان أَن شَيْئا أَو أشْياء شاركَت غيرها في صفة أو أَكثر، بأَداة هي الكاف أَو نحوها ملفوظةً أَو ملحوظةً. نحو قول المَعَرِّيُّ في الْمَديح: أَنْتَ كالشَّمْس في الضِّياءِ وإِن جا وَزْتَ كيوانَ فِى عُلُوّ المكان. عَرفَ الشاعِرُ أَن مَمْدُوحَه وَ ضِيءٌ الوجهِ مُتَلألئُ الطلعة، فأَراد أن يأْتي له بمَثِيل تَقْوَى فيه الصفةُ، وهي الضياء والإشراقُ فلم يجد أقوى من الشمس، فضاهاه بها، ولبيان المضاهاة أتي بالكاف. وقال آخرُ: أَنْتَ كاللَّيْثِ في الشَّجَاعةِ والإقْدام وَالسَّيْفِ في قِراعِ الخُطوب . رأى الشاعر ممدوحه متصفاً بوصفَيْن، هما الشجاعة ومصارعة الشدائد، فَبحَث له عن نَظيرَيْن في كلٍّ منهما إِحدى هاتين الصفتين قويةً، فضاهاه بالأسدِ في الأولى، وبالسيف في الثانية، وبيَّن هذه المضاهاة بأَداة هي الكاف.
وقال آخرُ: كأَنَّ أَخْلاقَكَ فِي لُطْفِها ورقَّةٍ فِيها نَسِيمُ الصَّباحْ وجَدَ الشاعرُ أخلاق صَدِيقِه دمِثَةً لَطِيفَةً تَرتاحُ لها النفسُ، فَعملَ على أنْ يأْتي لها بنظير تَتَجَلَّى فيه هذه الصَّفة وتَقْوَى، فرأَى أنَّ نسيمَ الصباح كذلك فَعَقَدَ المماثلة بينهما، وبيَّن هذه المماثلة بالحرف "كأن".
وقال آخرُ : كأَنَّما الْماءُ فِي صفاءٍ وَقَدْ جَرَى ذَائِبُ اللُّجَيْن عَمِل الشاعِرُ على أَنْ يَجدَ مثيلاً للماء الصافي تَقْوَى فيه صِفَةُ الصفاء، فرأَى أَنَّ الفضة الذائبةَ تَتجلَّى فيها هذه الصفةُ فماثل بينهما، وبيَّن هذه المماثلة بالحرف "كأنَّ". فأَنتَ ترى في كل بيت من الأبيات الأَربعة أَنَّ شيئاً جُعِلَ مَثِيلَ شيء في صفةٍ مشتركة بينهما، وأَنَّ الذي دلّ على هذه المماثلة أَداةٌ هي الكاف أَو كأَن، وهذا ما يُسَمَّى بالتشبيه.
التشبيهُ الْمُرْسَلُ ما ذُكِرَتْ فِيه الأداةُ. نحو قول الشاعر: أنا كالماءَ إِنْ رَضيتُ صفاءً وإذَا مَا سَخطتُ كُنتُ لهيبا. يُشبه الشاعر نفسه في البيت الأَول في حال رضاه بالماء الصافي الهادئ، وفي حال غضبه بالنار الملتهبة، فهو محبوبٌ مخوف . وانظر إلى هذا المثال تجد أداة التشبيه مذكورة وهي ( الكاف) , والتشبيه الذي تذكر فيه الأداة يسمى ( تشبيه مرسلا)
التشبيه البليغُ ما حُذِفت منهُ الأَداةُ ووَجهُ الشبه . نحو قول وقدِ اعْتَزَمَ سيفُ الدولةِ سَفَرًا : أيْنَ أزْمَعْتَ أيُّهذا الهُمامُ؟ نَحْنُ نَبْتُ الرُّبَى وأنتَ الغَمامُ . يسأَلُ المتنبي ممدوحه في تظاهر بالذعر والهلَع قائلا: أين تقصد؟ وكيف ترحل عنا؟ ونحن لا نعيشُ إلا بك، لأَنك كالغمام الذي يحيي الأَرض بعد موتها، ونحن كالنَّبتِ الذي لا حياة له بغير الغمامِ. وإذا تأَملت هذ التشبيه رأيت أنه من نوع التشبيه المؤكَّد، ولكنه جمع إلى حذف الأداة حذفَ وجه الشَّبه. وذلك لأَنَّ المتكلم عمد إِلى المبالغة والإِغراق في ادِّعاء أنَّ المشبَّه هو المشبَّه به نفْسُه؛ لذلك أَهملَ الأَداة التي تدلُّ على أَنَّ المشبَّه أَضعفُ في وجه الشبه من المشبَّه به، وأَهملَ ذكرَ وجه الشبه الذي ينمُ عن اشتراك الطرفين في صفة أو صفاتٍ دون غيرها. ويسمَّى هذا النوع بـ (التشبيه البليغِ)، وهو مظهرٌ من مظاهر البلاغة وميدان فسيحٌ لتسابق المجيدين من الشعراء والكتاب.
التشبيهُ الْمُفَصَّلُ ما ذُكِرَ فيه وجهُ الشبهِ. نحو : ( الجندي كالأسد في الشجاعة) نلاحظ في هذا المثال أنه شبه الجندي بالأسد , وقد ذكر وجه الشبه و هو ( الشجاعة) و التشبيه الذي يذكر فيه وجه الشبه يسمى( التشبيه المفصل).
التشبيهُ الْمُجْمل ما حُذِف منه وجهُ الشبهِ. نحو قول ابنُ المعتزّ: وكأَنَّ الشمْسَ الْمُنِيرَةَ دِيـ ـنارٌ جَلَتْهُ حَدَائِدُ الضَّرَّابِ. يشبِّه ابنُ المعتز الشمس عند الشروق بدينار مجلوّ قريب عهده بدار الضرب، ولم يذكر وجه الشبه وهو (الاصفرارُ والبريق)، ويسمَّى هذا النوع من التشبيه، وهو الذي لم يذكرْ فيه وجهُ الشبه ( تشبيهاً مجملاً).
أصل لفظ الجلالة ((الله)) عند سيبويه روي عن سيبويه أنه اسم مشتق، فكان في الأصل "إلاه" مثل "فعال"، فأدخل الألف واللام بدلاً من الهمزة؛ مثل: الناس، أصله: إناس[1]، وقال غيره: أصله في الكلام "إله"، وهو مشتق من أله الرجل يأله إليه، إذا فزع إليه من أمر نزل به، فآلهه؛ أي: أجاره وآمنه، فسمي إلاهًا، كما يسمى الرجل إمامًا إذا أمَّ الناس فأتمُّوا به، ثم إنه لما كان اسمًا لعظيم ليس كمثله شيء، أرادوا تفخيمه بالتعريف الذي هو الألف واللام؛ لأنهم أفردوه بهذا الاسم دون غيره، فقالوا: الإله، واستثقلوا الهمزة في كلمة يكثر استعمالهم إياها، وللهمزة في وسط الكلام ضغطة شديدة، فحذفوها فصار الاسم كما نزل به القرآن، وقال الكسائي والفراء: أصله الإله، حذفوا الهمزة، وأدغموا اللام الأولى في الثانية، وعلى هذا؛ فالصحيح أنه مشتق من أله[2]، ورجح القول بالاشتقاق ابنُ جرير الطبري وابن القيم. وأرادوا بالاشتقاق: المجازي، وهو ملاحظة المعاني وتقاربها، لا الحقيقي؛ لما فيه من الإيهام؛ وهو أسبقية المشتق منه على المشتق، وأسماء الله كلها قديمة، وقالوا: إن اسمه تعالى "الله" دال على صفة له سبحانه، وهي الإلهية أو الألوهية، كسائر أسمائه الحسنى؛ كالعليم، والقدير، والسميع، والبصير، ونحو ذلك، فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها، وهي قديمة، وهم لا يعنون بالاشتقاق إلا الملاقاة التامة للمصدر في اللفظ والمعنى، لا أنها متولدة عنها تولد الفرع من الأصل، حتى النحاة عندما يسمون المصدر والمشتق منه أصلاً وفرعًا إنما يعنون أن أحدهما يتضمن الآخر وزيادةً
التشبيهُ الضِّمنيُّ: تشبيهٌ لا يُوضعُ فيه الْمُشَبَّهُ والمشبَّهُ بهِ في صورةٍ من صُورِ التشبيهِ المعروفةِ ،بَلْ يُلْمَحان فِي الترْكِيبِ. أي أننا نفهم من الكلام ضمنا وجود تشبيه. وهذا النوع يُؤْتَى به لِيُفيدَ أن َّالحُكم الذي أُسْنِدَ إلَى المشَبَّهِ مُمكنٌ. قد يتخذ الكاتبُ أو الشاعر طريقة منَ البلاغة يوحي فيها بالتشبيه منْ غير أنْ يُصرِّحَ بها في صورةٍ من صورهِ المعروفة ، يفعلُ ذلك نُزوعاً إلى الابتكار، وإِقامةِ للدليل على الحكم الذي أَسندهُ إلى المشبَّه، ورغبةً في إخفاءِ التشبيه، لأَنَّ التشبيه كلما دقَّ وخَفيَ كان أبلغَ وأفعل في النفس. قال أَبو تمّام : لاَ تُنْكِرِي عَطَلَ الْكَريم مِنَ الْغِنَى فالسَّيْلُ حرْبٌ لِلْمكانِ الْعالِي في هذا البيت يقول أبو تمام لمنْ يخاطبها: لا تستنكري خلوَّ الرجل الكريم منَ الغنى فإنَّ ذلك ليس عجيباً، لأَن قِمَمَ الجبال وهي أشرفُ الأَماكن وأعلاها لا يستقرُّ فيها ماءُ السيلِ. ألم تلمح هنا تشبيهاً؟ ألم تر أنه يشبِّهُ ضِمْناً الرجلَ الكريمَ المحرومَ الغِنى بِقمّة الجبل وقد خلت منْ ماء السيل؟ ولكنه لم يضَعْ ذلك صريحاً بل أتى بجملة مستقلةٍ وضمَّنها هذا المعنى في صورة برهانٍ. قال ابن الرومي : قَدْ يَشِيبُ الْفَتَى وَلَيْسَ عجيباً … أَنْ يُرَى النَّورُ في الْقَضِيبِ الرَّطيبِ يقول ابن الروميِّ: إنَّ الشابَّ قد يشيبُ ولم تتقدمْ به السنُّ، وإنَّ ذلك ليس بعجيبٍ، فإنَّ الغصنَ الغضَّ الرطب قد يظهرُ فيه الزهر الأَبيضُ. فابنُ الرومي هنا لم يأْت بتشبيهٍ صريح فإنه لم يقل: إِنَّ الفتى وقد وَخَطَهُ الشيبُ كالغصنِ الرطيب حين إزهاره، ولكنه أتى بذلك ضمنًا.
قال أَبو الطيبِ : مَنْ يَهُنْ يَسهُلِ الهَوانُ عليهِ ما لجرْحٍ بميتٍ إيلامُ يقول أبو الطيب: إنَّ الذي اعتادَ الهوانَ يسهلُ عليه تحمُّلهُ ولا يتأَلم له، وليس هذا الادعاءُ باطلاً؛ لأَنَّ الميتَ إذا جُرحَ لا يتأَلمُ، وفي ذلك تلميحٌ بالتشبيه في غير صراحةٍ. ففي الأبياتِ الثلاثة تجِدُ أركانَ التشبيهِ وتَلْمحُهُ ،ولكنك لا تجدُه في صورةٍ من صوره التي عرفتها، وهذا يسمَّى بالتشبيهِ الضمنيِّ.
التشبيهُ المقلوبُ : هو جعل المشبَّهِ مشبَّهاً به بادِّعاءِ أَنَّ وجه الشبه فيه أَقوَى وأَظهرُ. قال محمد بن وُهيْب الحمْيَريُّ : وبَدا الصباحُ كأن غُرَّتهُ وَجهُ الخليفة حينَ يُمْتَدحُ يقول الحِمْيَرِي: إِنَّ تباشير الصباح تشبه في التلألؤ وجه الخليفة عند سماعه المديح، فأنت ترى هنا أنَّ هذا التشبيه خرج عما كان مستقرًّا في نفسك منْ أنَّ الشيءَ يُشَبَّه دائماً بما هو أَقوَى منه في وجه الشبهِ، إذِ المألوفُ أَنْ يقال إِنَّ الخليفة يشبه الصباحَ، ولكنه عكس وقلب للمبالغة والإغراق بادعاءِ أَنَّ وجهَ الشبه أَقوَى في المشبَّه، وهذا التشبيهُ مظهرٌ من مظاهر الافتنان والإبداع. وقال البحتريُّ : كأن سَنَاها بالعَشِيِّ لصبُحها تبَسُّمُ عيسى حين يلفظُ بالوعْدِ يشبه البحترى برق السحابة الذي استمر لماعاً طوال الليل يتبسم ممدوحه حينما يَعِدُّ بالعطاء، ولا شك أَن لمعان البرق أَقوى من بريق الابتسام، فكان المعهود أن يشبه الابتسام بالبرق كما هي عادة الشعراء، ولكن البحتري قلب التشبيه . وقال حافظ إبراهيم : أحِنُّ لهم ودُونَهُمُ فَلاة ٌ كأنَّ فَسِيحَها صَدرُ الحَليمِ وهنا يشبه حافظ إبراهيم الفلاة بصدر الحليم في الاتساع، وهذا أَيضاً تشبيه مقلوب.
فوائد : 1- أقسطَ الوالي : أي عَدَلَ ، أمّا قسطَ : ظلمَ . 2- بعض الأفعال لها غير مصدر ، و كل مصدر له دلالة مختلفة ، مثل : وَجَدَ : مَوجدةً ( مصدر يدل على الغضب ) وَجَدَ : وَجْداً ( مصدر يدل على الحزن ) وَجَدَ : وجوداً ( مصدر يدل على إصابة الشيء بعد ذهابه ) . 3- كُفّار جمع كافر ، و هنا الكافر هو ضد المؤمن أما كَفَرة فهو جمع كافر بمعنى الشخص الجاحد للنعمة . 4- قال الأصمعي : الشيب : بياض الشعر ، أما المشيب فهو : دخول الرجل في حد الشيب . 5- يقول أبو علي الفارسي : إن الشوق يسكن باللقاء ، أما الاشتياق فهو لا يسكن به بل يزيد و يتضاعف .. من الكتاب اللطيف : وصية في كتاب ، لخليل سركيس .
لفظ الجلالة "الله" أعرف المعارف عند سيبويه مَن يطلع على آراء علماء العقيدة والفقه في جُلِّ مؤلفاتهم يجد أنهم يهتمون بمسائل شتى، تدور حول لفظ الجلالة "الله"، وفي كثير من هذه المسائل - على الرغم من اختلافهم في بعضها - نجدهم يركنون إلى رأي سيبويه اللغوي؛ ليسعفهم في سد هُوَّة الخلاف العقدي. ولفظ الجلالة "الله" هو اسم - في لغة العرب - دال على الذات الإلهية، الجامعة لجميع صفات الكمال، والمنزهة عن أيِّ صفة من صفات النقصان التي لا تليق بكمال الألوهية والربوبية، وهو أعظم أسماء الله الحسنى، وأجمعها، وأشهرها، وأبهرها، حتى إن الأسماء كلها تضاف إليه، وتُعرَّف به، فيقال: الرحمن الرحيم من أسماء "الله"، والقدوس والسلام من أسماء "الله"، ولا يقال: "الله" من أسماء الرحمن، قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الأعراف: 180]، و"الله" اسم لم يسمَّ به غير الخالق سبحانه وتعالى، ولم يجسر أحد من المخلوقين على أن يتسمى به، إنه علم على واجب الوجود، المعبود بحق، وهو أعرف المعارف على الإطلاق، وأجمَعَ علماء العقيدة والفقهاء وغيرهم على موافقة ما ذكره سيبويه؛ أن لفظ الجلالة "الله" أعرف المعارف. وقيل: إن سيبويه رُئِيَ في المنام، فقيل له: ما حالك عند الله؟ فقال: قد غفر لي؛ لأني جعلت أعرف المعارف: "الله"
سيبويه والفقهاء! لقد روى الفيروزآبادي (ت 817هـ) في كتابه "البلغة"، عن محمد بن جعفر التميمي القزاز القيرواني (ت412هـ)، قال: كان سيبويه أولًا يصحب الفقهاء وأهل الحديث، وكان يستملي على حماد بن سلمة، ولكنه قرأ: "ما من أصحابي إلا من لو شئت لأخذت عليه، ليس أبا الدرداء"، فقرأها: ليس أبو الدرداء، فلحنه أصحابه، فعدل عن قراءة الحديث، وذهب حتى تمرس باللغة - لازم الخليل (ت 175 هـ) - وألف الكتاب، ثم بعد ذلك روى الحديث. ولقد أدرك سيبويه وغيره من أفذاذ العربية وعلمائها أن الاشتغال بعلوم الشريعة؛ من فقه، وتفسير، وحديث... وغيرها، يحتاج لإتقان قواعد النحو، وقال ابن عائشة التميمي (ت228هـ): "كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد، وكان شابًّا جميلًا، قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب في كل أدب بسهم، مع حداثة سنه، وبراعته في النحو"، ولقد تعلم سيبويه كثيرًا من مسائل الفقه، والحديث، والتفسير، وغيرها؛ لأن العلوم كانت وقتئذٍ متشابكة، ولم يظهر ما يسمى بالتخصص الدقيق، فكثير من النحاة قراء، وفقهاء، ومفسرون، وقضاة، وغير ذلك، وسرعان ما تفوَّق سيبويه على أقرانه، كما أنه بز كثيرًا من أساتذته، فقد يبز التلميذُ أستاذَه أحيانًا، وألف كتابه الذي سماه بعض العلماء "قرآن النحو"[4؛ استعظامًا له. ومن طريف ما يروى في هذا الشأن أن عبدالله بن محمد بن عيسى أحد نحاة الأندلس "كان يختم كتاب سيبويه في كل خمسة عشر يومًا"، كأنما يتلوه تلاوة القرآن، ومن ذلك - أيضًا - قولهم: "من أراد أن يؤلف في النحو بعد سيبويه فليستحِ"، وقول السيرافي (ت368هـ): وعمل كتابه الذي لم يسبقه إليه أحد قبله، ولم يلحق به من بعده، وكان المبرد (ت 285هـ) يقول لمن أراد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه: هل ركبت البحر؟ ...... إلخ. ومـما لا شك فيه ولا جدال حوله أن سيبويه حقق مكانةً سامقةً، وشهرةً طاغية، وتوفيقًا مؤزرًا، فيما ذكره من آراء في كتابه، نال بفضلها لقب إمام النحاة.
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : من حَقِّ العاِلم عليكَ إذا أتيتَه أن تُسَلِّم عليه خاصَّة ، وعلى القوم عامَّة ، وتَجْلس قُدَامه ، ولا تُشِر بيدك ، ولا تَغْمِز بعَيْنيْك ، ولا تَقُل : قال فلان خلافَ قولك ، ولا تأخذ بثَوْبه ، ولا تُلحَّ عليه في السؤال ؛ فإنه بمنزلة النَخلة المرطبة التيِ لا يزال يَسْقط عليك منها شيء. | |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| |
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| |
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| |
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| |
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الإثنين يناير 12, 2015 5:11 am | |
|
ثلاثٌ مُهلكات: أن تظن أنك تضمن غدك.. وأن تظن أنك متحكم في حالك، وأن تظن أنك تعلم. الثلاثة تفقدك صفاء الإيمان ومعاني اليقين والتوكل والثبات في المحن والنوازل، وتجعلك أكثر جرأة على التقديم بين يدي الله ورسوله، وأسهل انزلاقا في الحكم على باطن غيرك . إنَّا لله وإنا إليه راجعون .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وحسبي الله ونعم الوكيل.. والله أعلم .. وإن شاء الله - كلها عبارات تحمل الكثير من المعاني العميقة التي أضاعها الاستخدام الشعبي لها. فلنراجع أنفسنا ومنهاج حياتنا.. وكيف نشعر ونفكر .. وما في قلوبنا. الله..أكبر #د_هبة_رؤوف_عزت
عن أبي ذر رضي الله عنه أيضا ، أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم قالوا للنبي صلي الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالاجور ؛ يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويـتـصـدقــون بفـضـول أمـوالهم . قـال : ( أولـيـس قـد جعـل الله لكم ما تصدقون ؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، وفي بضع أحـدكم صـدقـة ). قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال : ( أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال ، كان له أجر ). رواه مسلم [ رقم : 1006 ]. * أهل الدثور : أهل الأموال .
| |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الإثنين يناير 12, 2015 5:22 am | |
| لا سبيل إلى تطهير النفس و تزكيتها إلا بإتقان العبادة و التزام الطاعات ، و إطالة السجود و فعل الصالحات ، و بحكم رتبة العبودية يصبح الإنسان مستحقاً للمدد من ربه ، فيمده الله بنوره و يهييء له أسباب الخروج من ظلمته ، و ذلك هو سلوك الطريق عند الصالحين من عباد الله ، بالتخلية ( تخلية النفس من الصفات المذمومة ) ، ثم التحلية ( تحلية القلب بالذكر و الفضائل ) والتعلّق والتخلّق والتحقّق . و التعلّق عندهم هو التعلّق بالله و ترك التعلّق بما سواه ، و التخلّق هو محاولة التحلّي بأسمائه الحسنى ، الرحيم و الكريم و الودود والرءوف و الحليم و الصبور و الشكور .. قولاً و فعلاً و التحقّق هو أن تصل إلى أقصى درجات الصفاء و اللطف و المشاكلة ، فتصبح نورانياً في طباعك أو تكاد ، و لا سبيل إلى صعود هذا المعراج إلا بالعبادة و الطاعة و العمل الصالح ، و التزام المنهج القرآني و السلوك على قدم محمد العبد الكامل عليه صلوات الله و سلامه . #د_مصطفى_محمود
وكل ما تعبد من دون الله شرك ... إذا كنت عبدا لنفسك وهواك ومصلحتك فأنت مشرك، وإذا كنت عبدا لعصبية العائلة أو القبيلة أو العنصر أو الجنس فأنت مشرك ... وإذا استعبدتك فكرة مجردة أو نظرية أفسدت عليك مسالك تفكيرك فأصبحت ترفض مناقشة أى فكرة أخرة فأنت راكع أمام صنم وإن كان صنما مجردا ومنحوتا من الفلسفة لا من المادة .. #د_مصطفى_محمود
البدايات الجديدة مخيفة ، لذلك يؤجل الناس النهايات المؤلمة. واجه الأخطاء، وتعلم من حكمة الأقدار، واعلم أن في مساراتك اختيار، فلا تهرب من حتمية بعض النهايات وفرصة بعض البدايات. والله الموفِق.. والمستعان . #د_هبة_رؤوف_عزت
| |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| |
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الخميس يناير 15, 2015 6:15 am | |
| | |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| |
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الجمعة يناير 16, 2015 5:57 am | |
| قال ابن حبان-رحمه الله : ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ : ﺃﻥ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ، ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﻓﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺪﻡ ﺇﺫﺍ ﻧﻄق، ﻭﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺪﻡ ﺇﺫﺍ ﺳﻜﺖ ﺭﻭﺿﺔ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ
بالرفاء والبنين تهنئة الجاهلية عن الحسن أن عقيل بن أبي طالب تزوج امرأة من جشم، فدخل عليه القوم فقالوا: بالرفاء والبنين فقال : لا تفعلوا ذلك (فإن رسول الله نهى عن ذلك ) قالوا: فما نقول يا أبا زيد ؟ قال: قولوا: بارك الله لكم، وبارك عليكم، إنا كذلك كنا نؤمر رواة ابن ابي شيبة، وعبد الرزاق في مصنفه، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي، والبيهقي، واحمد
--------------------------------------------------------
إمـامَ المُرسَـلين فِــداك رُوحــــي -------------------- وأرْواحُ الأئِــمَّـةِ والدُّعــــــــــاةِ
رَسُـول العــالمينَ فِــداك عِـرْضِي -------------------- وأعْـراض الأحِـبَّةِ والتـُّقــــــــاةِ
وياعَـلمَ الهُــدَى يـَفـْديْـك عُمْــري -------------------- ومـــالي يا نبـِيَّ المَكـْرُمـــــاتِ
وياتـــاجَ التـُّقـَى تـَفـْديْـك نـَفـْسـي -------------------- ونـَفـْسُ أولِي الرِّئـاسَة والـولاةِ
فـِـداكَ الكـَوْنُ يا عِـطـْرَالسَّـجـايـا -------------------- فمـا للنـَـاس دُونـَـك مِنْ زكـــاةِ
---------------------------------------------------------
مر أبو الدرداء - رضي الله عنه - بجماعة قد تجمهروا على رجل وجعلوا يضربونه ويشتمونه فأقبل عليهم وقال: ما الخبر؟ قالوا : رجل وقع في ذنب كبير. قال : أرأيتم لو وقع في بئر أفلم تكونوا تستخرجونه منها؟ قالوا : بلى. قال : لا تسبوه ولا تضربوه وإنما عظوه وبصروه، واحمدوا الله الذي عافاكم من الوقوع في ذنبه. قالوا : أفلا تبغضه؟ قال : إنما أبغض فعله، فإذا تركه فهو أخي. فأخذ الرجل ينتحب ويعلن توبته. اللهم لا تجعل فى قلوبنا غلاً للذين آمنوا
علم المعاني يرتكز على أمرين أساسين : المسند والمسند إليه المسند هو المحكوم به، والمسند إليه هو المحكوم عليه. مثال: زيد قائم - قام زيد أُسْنِدَ القيام إلى زيد فزيد [مسند إليه] القيام والقيام [مسند] إلى زيد المسند إليه في الجملة الاسمية: المبتدأ، والمسند إليه في الجملة الفعلية: الفاعل، والمسند في الجملة الاسمية: الخبر، والمسند في الجملة الفعلية: الفعل.
قال الله عزَّ وجلَّ : {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً}(الإِنسان:5-6). إنّ فعل: "يَشْرَبُ" يُعَدَّى لغةً بحرف "مِنْ" لكنّه جاء في النّصّ هنا متعدّياً بحرف "الباء" فَلِماذا؟ بالتأمُّل يظهر لنا أنّ فِعْلَ "يشرب" ضُمِّنَ معنَى فِعْلِ: "يتلَذّذ" أو "يَرْتَوِي" الذي يُعَدَّى بحرف "الباء" فَعُدّي تعديته، والتقدير: عيناً يَشْرَبُ منها مُتَلذّذاً بها عبادُ الله، فأغنى "يَشْرَبُ بها" عن عبارة: يشربُ منها ويتلّذذ بما يشرب عباد الله. الفعلُ المذكور دلَّ على معناه بصريح العبارة، وحرف الجرّ "الباء" دلَّ على الفعل المحذوف الذي ضُمِّنَ الْفِعْلُ المذكور معناه، فأغنت جُمْلةٌ عن جُمْلَتَيْن، وعبارةٌ عن عبارتين، وهذا من روائع الإِيجار في القرآن المجيد.
على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ ** ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ ألوم معذِّبي ، فألومُ نفسي ** فأُغضِبها ويرضيها العذاب ولو أنَي استطعتُ لتبتُ عنه** ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟ ولي قلب بأَن يهْوَى يُجَازَى** و مالِكُه بأن يَجْنِي يُثاب ولو وُجد العِقابُ فعلتُ، لكن** نفارُ الظَّبي ليس له عِقاب يلوم اللائمون وما رأَوْه ** وقِدْماً ضاع في الناس الصُّواب صَحَوْتُ، فأَنكر السُّلْوان قلبي** عليّ، وراجع الطَّرَب الشباب كأن يد الغرامَِ زمامُ قلبي ** فليس عليه دون هَوى ً حِجاب كأَنَّ رواية َ الأَشواقِ عَوْدٌ ** على بدءٍ وما كمل الكتاب " أحمد شوقي "
ـــــــــــــــــــــــــــــ (نفسك) عالم عجيب!
يتبدل كل لحظة، ويتغير ولا يستقر على حال!!
تحب المرء فتراه ملكاً، ثم تكرهه فتُبصره شيطاناً، وما كان ملكاً ولا كان شيطاناً، وما تبدّل! ولكن تبدلت (حالة نفسك)، وتكون في مسرة، فترى الدنيا ضاحكة، ثم تراها و أنت في كدر، باكية قد فرغت في سواد الحداد، وما ضحكت الدنيا قطّ ولا بكت! ولكن كنت أنت (الضاحك الباكي) مسكين جداً أنت "حين تظن أن الكُره يجعلك أقوى"، وأن الحقد يجعلك أذكى. وأن القسوة والجفاف هي ما تجعلك، إنساناً محترماً!.
عش كبيراً، وتعلم أن تحتوي كل من يمر بك، ولاتصرخ عندما يتأخر صديقك، ولاتجزع حين تفقد شيئاً يخصك، تذكر أن كل شيء قد كان في لوحة القدر قبل أن تكون، شخصاً من بين ملايين البشر!
إن خسرت شيئاً فتذكر أنك قد ربحت أشياء وإن فاتك موعد فتذكر أنك قد تلحق موعداً آخر!
مهما كان الألم مريراً، ومهما كان القادم مجهولاً!!
افتح عينيك للأحلام والطموح، فغداً يوم جديد، وغداً أنت شخص جديد، هل تعلم أن الحكمة الشهيرة "رضا الناس غاية لا تدرك" دائما يتناقلها الناس مبتورة وغير مكتملة وأنها بتكملتها من أروع الحكم وهي "رضا الناس غاية لا تدرك ورضا الله غاية لا تترك، فاترك ما لا يدرك، وأدرك ما لا يترك".
الشيخ الطنطاوي رحمه الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سُئِل ابنُ البناء : لِمَ لمْ تعمل " إنَّ " النصبَ والرفعَ في قوله : إنَّ هذان لساحرانِ ؟ قالَ : لمَّا لمْ يُؤثِّر القولُ في المَقولِ لهم ، لمْ يعملِ العاملُ في المعمولِ ! [ نفح الطيب للمقّري ]
علامة التعجب ( ! ) أو علامة التأثر تُستخدم للتعبير عن الانفعالات النفسية تجاه الأشياء غير المتوقعة أو المستنكرة، وقد تعبر عن التعجب أو الإعجاب، أو الفرح، أو الحزن، أو التهكم، أو التحذير. إذن فهي لا تُستخدم فقط للتعجب ولكن للانفعالات المختلفة كما سبق، ولذا تُسمى أيضًا بـ (علامة الانفعال)
روى أبو عبيدة قال: كان ابن عبّاس يقول: إذا أشكل عليكم الشىء من القرآن فارجعوا فيه إلى الشعر فإنه ديوان العرب. وكان يسأل عن القرآن فينشد الشعر. وسئل عن الزّنيم، فقال: هو الدّعىّ الملصق ، ألم تسمع إلى قول الشاعر : زنيم تداعاه الرجال زيادة ... كما زيد فى عرض الأديم الأكارع وسئل عن قوله عزّ وجلّ: وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ . قال: وما جمع، ألم تسمع إلى قول الراجز: إنّ لنا قلائصا حقائقا ... مستوسقات لو يجدن سائقا وكان يفسر قوله: فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ . قال: بالأرض، ألم تسمع إلى قول أميّة بن أبى الصّلت الثّقفىّ : فذاك جزاء ما عملوا قديما ... وكلّ بعد ذلكم يدوم وفيها لحم ساهرة وبحر ... وما فاهوا به لهم مقيم
الافتتان : هو الجمع بين فنين مختلفين , كالغزل و الحماسة و المدح و الهجاء والتعزية و التهنئة . كقول عبد الله بن همام السلولي جامعا بين التعزية و التهنئة حين دخل على يزيد وكان قد مات أبوه معاوية , وخلفه هو في الملك : " آجرك الله على الرزية , وبارك لك في العطية , وأعانك على الرعية , فقد رزئت عظيما , وأعطيت جسيما , فاشكر الله على ما أعطيت, واصبر على ما رزيت , فقد فقدت الخليفة , وأعطيت الخلافة , ففارقت جليلا ووهبت جليلا" . اصبر يزيد فقد فارقت ذا ثقة واشكر حِباء الذي بالملك أضفاك لا رزء أصبح في الأقوام نعلمه كما رزئت و لا عقبى كعقباك وكقول عنترة يخاطب عبلة: ولقد ذكرتك و الرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم. فعنترة هنا يجمع بين غرضي الغزل و الحماسة.
الخبر: هو ما يحتمل الصدق والكذب، نحو: محمد جالس، فإن كان هذا الكلام مطابقاً للواقع، بأن كان محمد جالساً، كان الكلام صدقاً، وإن لم يكن مطابقاً للواقع، بأن لم يكن محمد جالساً، كان كذباً.
إنْ كانَ المخاطَبُ خاليَ الذِّهْنِ من الحكْمِ أُلْقِيَ إليه الخبَرُ مُجرَّدًا عن التأكيدِ، نحوُ: (أخوكَ قادمٌ). وإنَ كانَ متردِّدًا فيه، طالبًا لمعرفتِه، حَسُنَ توكيدُه، نحوُ: (إنَّ أخاكَ قادمٌ). وإنْ كانَ منكِرًا وَجَبَ توكيدُه بمؤكِّدٍ أوْ مؤكِّدَيْنِ أوْ أكثرَ، حسَبَ درجةِ الإنكارِ، نحوُ: (إنَّ أخاكَ قادمٌ)، أوْ (إنَّهُ لَقادِمٌ)، أوْ (واللَّهِ إنَّهُ لَقادِمٌ). فالخبَرُ بالنِّسبةِ لِخُلوِّه من التوكيدِ واشتمالِه عليهِ ثلاثةُ أضْرُبٍ كما رأيتَ. ويُسَمَّى الضَّرْبُ الأوَّلُ ابتدائيًّا، والثاني طَلَبيًّا، والثالثُ إِنْكاريًّا.
التمَنِّي: هوَ طَلَبُ شيءٍ محبوبٍ، لا يُرْجَى حصولُه لكونِه مُستحيلًا أوْ بعيدَ الوقوعِ، كقولِه: أَلاَ ليتَ الشبابَ يَعودُ يومًا = فأُخْبِرُه بما فَعَلَ الْمَشيبُ وقولِ الْمُعسِرِ: (ليتَ لي أَلْفَ دينارٍ). وإذا كان الأمْرُ متوَقَّعَ الحصولِ فإنَّ تَرُقُّبَه يُسَمَّى تَرَجِّيًا، ويُعبَّرُ عنه بـ (عسى) أو(لعلَّ)، نحوُ: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}. للتَّمَنِّي أربَعُ أدواتٍ: واحدةٌ أصليَّةٌ، وهيَ (ليتَ)، وثلاثةٌ غيرُ أصليَّةٍ، وهي: (هل)، نحوُ: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}. و (لو)، نحوُ: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، و(لعلَّ)، نحوُ قولِه: أَسِرْبَ الْقَطَا هلْ منْ يُعِيرُ جَناحَهُ = لَعَلِّي إلى مَنْ قدْ هَوَيْتُ أَطِيرُ ولاستعمالِ هذه الأدواتِ في التَّمنِّي يُنْصَبُ المضارعُ الواقعُ في جوابِها. دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين
للتمنّي أدوات أخرى تستعمل فيه مجازاً، مثل: (هل): قال تعالى: { فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} (الأعراف:53). و (لو): قال تعالى: { فلو أن لنا كرَّةً فنكون من المؤمنين} (الشعراء:102). و (لعلّ) كقول الشاعر: أسرب القطا هل من يعير جناحه لعلّـــي إلى من قد هويت أطير وقد ينعكس فيؤتى بـ (ليت) مكان (لعل)، قال تعالى: {يا ليتني اتّخذتُ مع الرسول سبيلاً}(الفرقان :27) للتندّم، وقال الشاعر: فيا ليت ما بيني وبين أحبّتـــي من البعد ما بيني وبين المصائب التمني: هو طلب المحبوب الذي لا يرجى حصوله، لاستحالته عقلاً أو شرعاً أو عادة، كقولك: (ليت الشباب لنا يعود) و (ليت السواك كان واجباً) وقوله تعالى: {يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون} (القصص:79). والفرق بين التمنّي والترجّي ـ كما ذكروا ـ: أن التمنّي يأتي فيما لا يرجى حصوله، ممكناً كان أم ممتنعاً، والترجّي فيما يرجى حصوله. ويستعمل للترجّي ـ غالباً ـ (عسى) و(لعلّ) قال الله تعالى: {فعسى الله أن يأتي بالفتح} (المائدة:52), وقال سبحانه: { لعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً} (الطلاق: 1).
النهي: هو طلب المتكلم من المخاطب الكف عن الفعل، على سبيل الاستعلاء. وهو إما : 1 ـ بصيغة المضارع المدخول عليها ال (لا )، كقوله تعالى: { وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ } (البقرة: من الآية188). 2 ـ أو بالجملة الدالة على ذلك، كقولك: (حرام أن تفعل كذا).
قدْ تَخْرُجُ صيغتُ النهي عنْ معناها الأصْلِيِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفهَمُ من الْمَقامِ والسياقِ: 1- كالدعاءِ، نحوُ: {لاَ تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ}. 2- والالتماسِ، كقولِك لِمَنْ يُساويكَ: (لا تَبْرَحْ منْ مكانِكَ حتَّى أَرْجِعَ إليكَ). 3- والتمنِّي، نحوُ: (لا تَطْلُعْ) في قولِه: يا ليلُ طُلْ، يا نومُ زُلْ = يا صُبحُ قِفْ، لا تَطْلُعِ 4- والتهديدِ، كقولِكَ لخادِمِكَ: (لا تُطِعْ أَمْرِي). دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين
الأمر: هو طلب حصول الفعل من المخاطب على سبيل الاستعلاء، وهو إمّا: 1 - بفعل الأمر نحو: { أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ }(الاسراء: من الآية78). 2 - أو بالمضارع المجزوم بلام الأمر نحو: { وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ}(البقرة: من الآية282)), ومثله الجملة نحو: (يعيد الصلاة). 3 - أو باسم فعل الامر نحو: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ } (المائدة: من الآية105). 4 - أو بالمصدر النائب عن فعل الأمر: نحو: (ذهاباً الى بيت الله).
قدْ تَخْرُجُ صِيَغُ الأمرِ عنْ معناها الأصليِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ، وقرائنِ الأحوالِ: كالدعاءِ، نحوُ: {أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ}. والالتماسِ، كقولِكَ لِمَنْ يُساويكَ: (أَعْطِنِي الْكِتَابَ). والتمنِّي، نحوُ: أَلاَ أيُّها الليلُ الطويلُ ألا انْجَلِي = بصُبْحٍ وما الإصباحُ منكَ بأمْثَلِ والتهديدِ، نحوَ: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}. والتعجيزِ، نحوُ: يا لَبَكْرٍ أَنْشِروا لي كُلَيْبًا = يا لَبَكْرٍ أينَ أينَ الفِرارُ؟ والتسويةِ، نحوَ: {اصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا}. دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين
الاستفهام : وهو طلب الفهم، فيما يكون المستفهم عنه مجهول لدى المتكلّم، وقد يكون لغير ذلك كما سيأتي، ويقع الاستفهام بهذه الأدوات: 1 ـ الهمزة كقوله تعالى: { أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ } (مريم: من الآية46). 2 ـ هل، كقوله تعالى: { فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (المائدة: من الآية91). 3 ـ ما، كقوله تعالى: { أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (النمل: من الآية84). 4 ـ من، كقوله تعالى: { مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا} (الانبياء: من الآية59). 5 ـ أيّان، كقوله تعالى: {يَسْأَلونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} (الذريات:12) . 6 ـ أين، كقوله تعالى: { أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ} (الأنعام: من الآية22). 7 ـ كيف، كقوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} (البقرة: من الآية28). 8 ـ أنّى، كقوله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} (البقرة: من الآية259). 9 ـ كم، كقوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} (المؤمنون:112). 10 ـ أيّ، كقوله تعالى: {أيّ الفريقين خير مقاماً} (مريم:73).
قدْ تَخْرُجُ ألفاظُ الاستفهامِ عنْ معناها الأصليِّ لمعانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ: 1- كالتسويةِ، نحوُ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}. 2- والنفيِ، نحوُ: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ}. 3- والإنكارِ، نحوُ: {أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ}، {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}. 4- والأمْرِ، نحوُ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، ونحوُ: {أَأَسْلَمْتُمْ}، بمعنى: انتَهُوا، وأَسْلِمُوا. 5- والنهيِ، نحوُ: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ}. 6- والتشويقِ، نحوُ: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}. 7- والتعظيمِ، نحوُ: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}. 8- والتحقيرِ، نحوُ: (أَهَذَا الذي مَدَحْتَهُ كثيرًا). دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين
النداء : وهو طلب توجّه المخاطب الى المتكلّم بحرف يفيد معنى: (أنادي). وحروف النداء: 1 ـ الهمزة: قال الشاعر: (أسكّان نعمان الاراك تيقّنوا...). 2 ـ يا: قال تعالى: { ياأيّها النبي اتّق الله...}(الأحزاب:1). 3 ـ أيّ: قال الشاعر: (أيها السائل عنهم وعني...). 4 ـ أ: كقوله: (أسيد القوم أنّي لست متّكلاً...). 5 ـ أي: كقوله: (أي ربّ قوّ المسلمين فإنهم...). 6 ـ أيا: كقوله: (أيا من لست أنساه...). 7 ـ هيا: كقوله: (... ويقول من فرح: هيا ربّا). 8 ـ وا: كقوله: (فوا عجباً كم يدّعي الفضلَ ناقص...).
قدْ يُنَزَّلُ البعيدُ مَنْزِلةَ القريبِ فَيُنَادى بالهمزةِ و(أيْ)، إشارةً إلى أنَّهُ لِشِدَّةِ استحضارِه في ذِهْنِ المتكلِّمِ صارَ كالحاضِرِ معهُ، كقولِ الشاعرِ: أسُكَّانَ نَعْمانَ الْأَرَاكِ تَيَقَّنُوا = بأنَّكم في رَبْعِ قَلْبيَ سُكَّانُ وقدْ يُنَزَّلُ القريبُ مَنزلةَ البعيد،ِ فيُنادى بأحَدِ الحروفِ الموضوعةِ له، إشارةً إلى أنَّ المنادَى عظيمُ الشأنِ، رفيعُ المرْتَبَةِ، حتَّى كأنَّ بُعْدَ درجتِه في العِظَمِ عنْ درجةِ المتكلِّمِ بُعْدٌ في المسافةِ، كقولِك: (أيا مولايَ)، وأنت معَهُ. أوْ إشارةً إلى انحطاطِ درجتِه، كقولِك: (أيا هذا)، لِمَنْ هوَ معكَ. أوْ إشارةً إلى أنَّ السامعَ غافلٌ لنحْوِ نوْمٍ أوْ ذهولٍ، كأنَّهُ غيرُ حاضرٍ في المجلِسِ، كقولِكَ للساهِي: (أيا فلانُ). دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين
يوضع الإنشاء موضع الخبر لأغراض: 1 ـ إظهار العناية بالشيء والإهتمام به، كقوله تعالى: { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (لأعراف: من الآية29) والأصل: وإقامة وجوهكم.. لكنه لعظيم خطر الصلاة اُوتي في صورة الانشاء. 2 ـ التأدب بالنسبة إلى عظيم لئلا يساويه غيره في سوق الكلام، كقوله تعالى: { قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} (هود: من الآية54) لم يقل: وأشهدكم.. لئلا يتشابه الاستشهادان.
يوضع الخبر موضع الإنشاء لأغراض: 1 ـ التفاؤل، كقوله: (عافاك ربّك من بليتّك التي...) وكقوله: (وفّقك الله) و(أصلحك الله). 2 ـ الاحتراز عن إتيان الشيء بصورة الأمر، تأدباً ونحوه، كقوله: (ينظر سيّدي إلى مقالي..). 3 ـ التنبيه على سهولة الأمر لتوفّر شروطه، كقوله: (تأخذون بنواصي القوم وتنزلونهم من صياصيهم...). 4 ـ المبالغة في الطلب تأكيداً، كقوله: (لا تضربون وجوه الناس بالعمد..) لم يقل: (لا تضربوا) مبالغة في النهي حتّى كأنّهم امتثلوا النهي فأخبر عن امتثالهم. 5 ـ إظهار الرغبة في الشيء، كقوله: (شفّعني الله محمداً وآله).
في قوله تَعَالَى: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} إيجازٌ بالحذف، على سبيل الاكتفاء، إذِ التَّقْدير: تقيكُمُ الْحَرَّ والْبَرْدَ. قالوا: وخُصَّ الحرُّ بالذكْرِ لأَنَّ المخاطَبين الأَوَّلِينَ كانوا عَرباً، وبلادُهُمْ حارَّة، والوقاية من الحرّ هي الأهم لدى معظمهم.
الجملة الاسمية لا تفيد إلاّ ثبوت شيء لشيء، نحو (زيد شجاع) لكن إذا كان خبر المبتدأ فعلاً، أو كان هناك قرينة، أفادت التجدد أيضاً، نحو: (الكريـــم يفرح بالضيف) وقوله تعالـــى: {وانك لعـــلي خلق عظيم}( القلم: 4).
(الإيجاز): هو وضع المعاني الكثيرة في ألفاظ أقل، مع وفائها بالغرض المقصود ورعاية الإبانة والإفصاح فيها. و (الإطناب): زيادة اللفظ على المعنى لفائدة. و (المساواة): تساوي اللفظ والمعنى، فيما لم يكن داع للإيجاز والإطناب. كما أنه إذا لم تف العبارة بالغرض سمّي: (إخلالاً). وإذا زاد على الغرض بدون داع سمّي: (تطويلاً)
مثال الإيجاز، قوله تعالى: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف:199) ومثال الإطناب، قوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} (طـه:18) ومثال المساواة، قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} (الاسراء: من الآية13).
قال الله عزّ وجلّ: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} ( القمر:16). ونُذُرِ: أي: ونُذُرِي، فَحُذِفَتْ ياء المتكلم لمراعاة التناظر في الفواصل. قال الله عزّ وجلّ في عرض لقطة من أحداث يوم الدّين: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً...} [النحل:30]. أي: قالوا: أنْزَلَ رَبُّنَا خَيْراً. إنّ إجابتهم تقتصر على ذكر المفعول به فقط، وهو لفظُ "خيراً" وقد دلَّت قرينة المقال في سباقه على المحذوف.
ينقسم الزائد على أصل المراد إلى ثلاثة أقسام: 1 ـ الإطناب، وهو تأدية المعنى بعبارة أكثر منه لغرض مّا. 2 ـ التطويل، وهو تأدية المعنى بعبارة أكثر بلا فائدة، مع كون الزيادة في الكلام غير متعيّنة نحو قول العبادي: وقدّدت الأديم لراهِشيه وألفى قولها كذباً ومَينا فإن (الكذب) و(المين) يمعنى واحد، ولا يتعيّن الزائد منها، لصلاحية كل منهما لذلك. 3 - الحشو، وهو تأدية المعنى بعبارة أكثر بلا فائدة، مع كون الزيادة متعيّنة في الكلام غير مفسدة للمعنى نحو قول الشاعر: واعلم علم الــيوم والأمس قبله ولكنني عن علم ما في غدٍ عمي فإنّ كلمة (قبله) زائدة لوضوح أن الأمس قبل اليوم.
قال الله عزّ وجلّ : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَآءِ مِن مَّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (البقرة:164). في هذه الآية إطنابٌ بالبسط، لتوجيه الأنظار لآيات كونيَّة دالاَّتٍ على طائفةٍ من صفات الله عزّ وجلّ، منها شمول علمه، وعظيم قدرته، وكمالُ إرادته، وجليلُ حكمته وإتقانه وإبداعه لمخلوقاته، وعنايته بعباده. وهذا البسط آتٍ من ذكر طائفة مفصّلة من آياته في كونه، كلُّ واحدة منها تدلُّ على كلٍّ هذه الصفات، فذكرها هو من البسط في إقامة الأدلّة دون زيادةٍ في الألفاظ لدى ذكر كلّ آية منها.
قال الله عزّ وجلّ : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ }(غافر: من الآية7). إنّ عبارة {وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} وَصْفاً للملائكةِ الذين يَحْمِلُون العرش، وللملائكة الذينَ من حول العرش من الإِطناب بالبسط، وذلك لأنَّ إيمانهم معلوم من نصوص سابقة التنزيل، ومن كونهم يُسبّحون بحَمْدِ رَبِّهم. والغرض البلاغيّ من هذا الإِطناب إظهار شرف الإِيمان، والترغيبُ فيه، والإِشارة إلى أنّ تسبيحهم بحمد ربِّهم ثمرةٌ من ثمراتِ إيمانهم، وليس تسبيحاً جَبْرِياً كتسبيح السماوات والأرض والشجر والجماد، إذن فهم يملكون جهازاً يُفَكّر، وجهازاً يؤمن بالإِرادة.
قال الله عزّ وجلّ : {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}(القدر:4). إنّ عبارَة: {والرُّوح} وهو جبريل عليه السلام من الإِطناب بالزيادة، لأنّ جبريل داخلٌ في عموم الملائكة، ولكنّها زيادة ذاتُ فائدة، إذ الغرضُ من تخصيصه بالذكر بعد دخوله في عموم الملائكة الإِشعارُ بتكريمِهِ وتعظيمِ شأنه، حتَّى كأنَّهُ جنْسٌ خاصٌّ يُعْطَفُ على الملائكة.
الغالب في الدعاء الإطناب وقد يكون إيجازاً مثل: رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةًالبقرة:201 هذا إيجاز يعني يشمل ما لا يحصى، لكن اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أعلنت وما أسررت هذه كلها إطناب. الشيخ ابن عثيمين
هناك موارد يستحسن فيها الإطناب، منها: 1 ـ الصلح بين الأفراد، أو الجماعات، أو العشائر. 2 ـ التهنئة بالشيء. 3 ـ المدح والثناء على أحد. 4 ـ الذمّ والهجاء لاحد. 5 ـ الوعظ والإرشاد. 6 ـ الخطابة في أمر من الامور العامّة. 7 ـ رسائل الولاة إلى الرؤساء والملوك. 8 ـ منشورات الرؤساء إلى الشعب
يقسم الرماني الإيجاز إلى قسمين: إيجاز حذف، وإيجاز قصر، فيقول رضي الله عنه: الإيجاز على وجهين: حذف وقصر، والحذف إسقاط كلمة للاجتزاء فيها بدلالة غيرها من الحال أو فحوى الكلام، والقصر بنية الكلام على تقليل اللفظ وتكثير المعنى من غير حذف، فمن الحذف: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ومنه {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} ومنه {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} ومنه حذف الأجوبة، وهو أبلغ من الذكر، وما جاء منه في القرآن كثرة كقوله - جلَّ ثناؤه: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} ومنه قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73]، كأنه قيل حصلوا على النعيم، وإنّما صار الحذف في مثل هذا أبلغ من الذكر؛ لأن النفس فيه تذهب كل مذهب، ولو ذكر الجواب لقصر على الوجه الذي تضمنه البيان، فحذف الجواب في قولك: (لو رأيت عليًا بين الصفين) أبلغ من الذكر لما بيناه. من كتاب: المعجزة الكبرى القرآن للشيخ محمد أبو زهرة
يقول تعالى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ . يقول الباقلاني : " هذه تشمل على ست كلمات ، سناؤها وضياؤها على ما ترى ، وسلاستها وماؤها على ما تشاهد ، ورونقها على ما تعاين ، وفصاحتها على ما تعرف . وهي تشمل على جملة وتفصيل وجامعة وتفسير : ذكر العلو في الأرض باستضعاف الخلق بذبح الولدان وسبي النساء ، وإذا تحكم في هذين الأمرين ، فما ظنك بما دونهما ؟ لأن النفوس لا تطمئن على هذا الظلم والقلوب لا تقر على هذا الجور . ثم ذكر الفاصلة التي أوغلت في التأكيد ، وكفت في التظليم ، وردت آخر الكلام على أوله وعطفت عجزه على صدره ". إعجاز القرآن للباقلاني ص 193 و 194
ذكروا شروطاً سبعة لجواز الحذف، منها ما هو بلاغيّ، ومنها ما يدور في فَلَكِ الصناعة النحويّة، ولكِنْ لم يتّضِحْ منها بلاغيّاً غير شرطين: الشرط الأول: أنْ لا يُؤَدّيَ الحذْفُ إلى الجهل بالمقصود، فَيُشْتَرطُ أنْ يُوجَدَ دليلٌ يدلُّ علَى المحذوف، وقد يُعَبَّرُ عنه بالقرائن الدالة. الشرط الثاني: أنْ لا يَكُونَ المحذوف مُؤكِّداً للمذكُور، إذْ الحذْفُ منافٍ للتأكيد.
إيجاز الْقِصَر هو الذي تكون فيه العبارات ألفاظُها قليلة، ومعانيها غزيرة، دون أن يكون فيها ما يدُلُّ على كلام مطويّ محذوف من اللّفظ، مُشارٍ إليه بقرينة من قرائن المقال، أو قرائن الحال، أو الاقتضاء العقلي.. مثل قوله تعالى : {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (البقرة: من الآية179) من أبْدع وأتْقَنِ "إيجَازِ الْقِصَر" الذي لا حَذْف فيه، إنّما فيه حُسْنُ انتقاء الكلمات، مع إتقان الصياغة، فهي على قِصَرِها وقلّةِ ألفاظها تَدُلُّ على معنىً كثيرٍ جِدّاً. ومثل قوله تعالى:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف:199).
إذا أُرِيدَ إفادةُ السامعِ حُكْمًا فأيُّ لفْظٍ يَدُلُّ على مَعْنًى فيهِ فالأصْلُ ذكْرُه، وأيُّ لفْظٍ عُلِمَ من الكلامِ لدَلالةِ باقيهِ عليهِ فالأصلُ حَذْفُه. وإذا تَعارَضَ هذانِ الأصلانِ فلا يُعْدَلُ عنْ مُقْتَضَى أحدِهما إلى مُقْتَضَى الآخَرِ إلاَّ لداعٍ. فمن دَوَاعي الذِّكْرِ: 1- زيادةُ التقريرِ والإيضاحِ، نحوُ: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. 2- والتسجيلُ على السامعِ حتَّى لا يَتأتَّى لهُ الإنكارُ، كما إذا قالَ الحاكِمُ لشاهِدٍ: هل أَقَرَّ زيدٌ هذا بأنَّ عليهِ كذا؟ فيقولُ الشاهدُ نعمْ، زيدٌ هذا أَقَرَّ بأنَّ عليهِ كذا. ومِنْ دواعي الحذْفِ: إخفاءُ الأمرِ عنْ غيرِ المخاطَبِ، نحوُ: (أقبِلْ)، تريدُ (عليًّا) مثلاً. وضِيقُ الْمَقامِ: إمَّا لتَوَجُّعٍ، نحوُ: قالَ لي: كيفَ أنتَ؟ قلتُ: عليلُ = سَهَرٌ دائمٌ وحُزْنٌ طويلُ وإمَّا لخوفِ فواتِ فرصةٍ، نحوُ قولِ الصيَّادِ: (غزالٌ). والتعميمُ باختصارٍ، نحوُ: {وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ}، أيْ: جميعَ عِبادِه؛ لأنَّ حذف المعمول يُؤْذِنُ بالعمومِ. وتنزيلُ المتعدِّي مَنزلةَ اللازمِ لعَدَمِ تَعلُّقِ الغرَضِ بالمعمولِ، نحوُ: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}. ويُعدُّ من الحذفِ إسنادُ الفعْلِ إلى نائبِ الفاعلِ، فيُقالُ: حُذِفَ الفاعلُ للخَوْفِ منهُ أوْ عليه، أوْ للعلْمِ به، أو الجهلِ، نحوُ: (سُرِقَ المتاعُ)، و{خُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا}. دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين
قال تعالى في سورة النمل[حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (1] ذكروا من بلاغة النملة في هذه الجملة ثلاث عشرة نكتة فقالوا النملة أحست وبادرت ونادت ونبهت وأمرت ونهت وأكدت ونصحت وبالغت وبينت وأنذرت وأعذرت ونفت وهذا بيانها أحست بقدوم سيدنا سليمان وجنوده وبادرت إلى إخبار جماعة النمل ونادت بقولها [يا] ونبهت باستخدام هاء التنبيه يا أي[هـا] وأمرت بقولها [ادخلوا مساكنكم] ونهت بقولها [لا يحطمنكم] وأكدت باستخدام نون التوكيد في [يحطمنكم] ونصحت قومها حين أمرتهم بالدخول حفاظا على سلامتهم وبالغت في قولها [لا يحطمنكم] يعني جميعا وهذا مبالغة وبينت من الذي سيحطمهم بقولها [سليمان وجنوده] وأنذرت قومها بالخطر الذي يهددهم وأعذرت جعلت العذر لسليمان وجنوده في قولها [لا يشعرون] ونفت عن سليمان وجنوده الشعور بهم في قولها [لا يشعرون] نقلا عن الدكتور فاضل السامرائي
المذهب الكلامي: هو أن يأتي المتكلم بدليل وحجة على صحة دعواه يسلم بها المخاطب, وتكون المقدمات التي سلم بها تؤدي إلى التسليم بالمطلوب. مثل قوله تعالى : { لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا } ( الأنبياء:2). فالمقدمة التي سلم بها المخاطب هي الفساد وهو باطل , فكذا يجب التسليم بالمطلوب وهو تعدد الآلهة وهو باطل. ونحو قوله تعالى : { يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب} ( الحج:5). فالمقدمة المسلم بها هي ( الخلق من التراب) , فكذلك يجب التسليم بـ ( البعث). ونحو قوله تعالى : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } ( الروم:27). فالمقدمة المسلم بها هي( بداية الخلق) , فكذلك يجب التسليم بـ ( إعادة الخلق) . أي وكل ما هو أهون عليه فهو أدخل تحت الإمكان , فالإعادة ممكنة.
الاستطراد: هو أن يذكر المتكلم غرضا و ينتقل منه إلى غرض أخر يناسب الغرض الأول , ثم يرجع إلى إتمام الغرض الأول. كقول الشاعر: وإنا أناس لا نرى الموت سبة إذا ما رأته عامر و سلول يقرب حب الموت أجالنا لنا وتكرهه أجالهم فتطول وما مات منا سيد حتف أنفه ولا طل منا حيث كان قتيلا فسياق القصيدة هنا للفخر, واستطرد منه إلى هجو قبيلتي عامر و سلول. ثم عاد إلى مقامه الأول وهو الفخر بقومه .
قد يخاطبكَ إنسانٌ أو يسألك سائل عن أمر من الأمور وأنت تريد أن تعرض عن الخوض في هذا الحديث, أو تريد ألا تجيب عن هذا السؤال بسبب أن السائل ربما يكون عاجزا عن فهم الجواب وتريد أن تصرفه لما هو أنفع له. ومنها: أنك تخالف من يحدثك في الرأي ولا تريد أن تدخل معه في جدال , وفي تلك الحال وأمثالها تَصرفه في شيءٍ من اللباقة عن الموضوع الذي هو فيه إلى نوع أخر من الحديث تراه أجدر وأولى. مثل قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ..} (البقرة:189) تجد أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم سألوه عن الأَهلة، لِمَ تبْدو صغيرةً ثمْ تزداد حتى يتكامل نورها ثم تتضاءل حتى لا تُرى، وهذه مسألة من مسائل علم الفلك يُحتاج في فهمها إِلى دراسة دقيقة طويلة فَصرفهم القرآن الكريم عن هذا ببيان أن الأهلة وسائِل للتوْقيت في المعاملات والعبادات؛ إِشارة منه إلى أن الأَولى بهم أن يسألوه عن هذا, وإِلى أَنَّ البحث في العلوم يجب أن يُرْجأَ قليلاً حتى تتوطد الدول وتَسْتَقِرَّ صخرةُ الإِسلام.
حُسنُ التَّعْلِيل : أنْ يُنْكِرَ الأَديبُ صَرَاحَةً أوْ ضِمْناً عِلَّةَ الشَّيْءِ الْمَعْرُوفَةَ، وَيَأْتي بعلَّةٍ أَدَبيَّةٍ طَريفَةٍ تُنَاسِبُ الغَرَضَ الَّذِي يَقْصِدُ إِلَيْهِ.ً نحو: قول المعري في الرثاء: وَمَا كُلْفَةُ الْبَدْر الْمُنِيرِ قَدِيمَةً …وَلَكِنَّهَا فِي وَجْههِ أَثَرُ اللَّطم. يرْثي أبو العلاء في هذا البيت ، ويبالغ في أن الحزن على المرثي شَمِل كثيرًا من مظاهر الكون، فهو لذلك يدّعي أَن كلفةَ البدر وهي ما يظهر على وجهه من كدْرة، ليست ناشئة عن سبب طبيعي، وإِنما هي حادثة من اللطم على فراق المرثي.
الفرق بين الطباق والمقابلة : أن الطباق يكون بين كلمة وضدها. بيما المقابلة تكون بين تركيب أو جملة وما يقابلها في المعنى. والمقابلةُ في الكلام من أَسباب حسنه وإيضاح معانيه، على شرط أَن تتاح للمتكلم عفوًا(أي بدون تكلف و اصطناع)، وأَما إِذا تكلفها وجرى وراءها، فإنها تعتقل المعاني وتحسبها، وتحرم الكلام رونق السلاسة والسهولة.
طِباَقُ السَّلبِ: هُو ما اخْتَلَف فِيه الضِّدان إِيجَاباً وسَلْباً. * نحو قوله تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ ..} (النساء:108) . إذا تأملت هذه الآية وجدتها تشتمل على فعلين من مادة واحدة أَحدهما إيجابي وهو (يستخفون) , والآخر سَلبي وهو ( لا يستخفون)، وباختلافهما في الإيجاب والسلب صارا ضدين، وهو ما يسمى طباق السلب. * ونحو قول الشاعر: ونُنكِرُ إن شِئنا على النّاسِ قولَهم ولا يُنكِرونَ القولَ حينَ نَقولُ . انظر إلى هذا البيت تجده مشتملا على فعلين من مادة واحدة أيضاً أحدهما إيجابي وهو( ننكر) والأخر سلبي وهو ( لا ينكرون), وهذا هو الطباق السلبي.
طِبَاقُ الإيجاب: هُو ما لَمْ يَختَلِفْ فِيهِ الضدَّان إِيجَاباً وَسَلْباً. * نحو قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رقود..} (الكهف:18). إذا ما تأملت هذه الآية وجدت أن فيها كلمة ( أيقاظا) و ضدها وهي ( رقود), وهذا هو الجمع بين الشيء وضده , وهو ما يسمى بالطباق. ولما كان الجمع بين كلمتين متضادتين وكل منهما مثبتة, كان طباق بالإيجاب. * ونحو قوله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الْمَالِ عَيْنٌ سَاهِرَة لِعَيْنٍ نَائمة". إذا ما تأملت هذا الحديث وجدت فيه أيضاً كلمة وضدها وهما : ( ساهرة) و (نائمة) وهذا ما يسمى طباق الإيجاب.
قال تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رقود..} (الكهف:18). إذا ما تأملت هذه الآية وجدت أن فيها كلمة ( أيقاظا) و ضدها وهي ( رقود), وهذا هو الجمع بين الشيء وضده , وهو ما يسمى بالطباق.
التَّوْريَةُ : أَنْ يَذْكُرَ المتكلِّمُ لَفْظاً مُفْردًا له مَعْنَيانِ، قَريبٌ ظاهِر غَيْرُ مُرَادٍ ، وَبَعيدٌ خَفيٌّ هُوَ المُرادُ. نحو: قول سِرَاج الدين الوَرَّاق: أصُونُ أديمَ وجهي عَن أُنَاس … …لقاءُ الموتِ عِنْدهُم الأديبُ وَرَبُّ الشعر عندهُمُ بَغِيضٌ … …وَلَوْ وَافَى بهِ لَهُمُ "حبَيبُ" نجد كلمة "حَبيبٍ" في هذا المثال لها معنيان: أحدهما: المحبوب وهو المعنى القريب الذي يتبادر إلى الذهنْ بسبب التمهيد له بكلمة "بغيض". والثاني : اسم أبي تمام الشاعر وهو حبيبُ بنُ أَوْس، وهذا المعنى بعيد. وقد أَراده الشاعر ولكنه تَلطف فَورَّى عنه وستره بالمعنى القريب. ويسمَّى هذا النوع من البديع تورية.
الاستخدام : هو أن يذكر لفظ له معنيان و يراد أحد هذين المعنيين , ثم يذكر ضمير يعود على هذا اللفظ و يراد به المعنى الأخر. نحو قوله تعالى : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه} ( البقرة:185) أريد بالشهر الهلال , وبضميره الزمان المعلوم .
الاقْتِباسُ: تَضْمِينُ النَّثْر أو الشِّعر شَيْئاً مِنَ الْقُرآن الكريم أو الحديثِ الشريفِ مِنْ غَيْر دلالةٍ عَلَى أنَّهُ منهما، ويَجُوز أنْ يُغَيِّرَ في الأَثَر المُقْتَبِس قَليلاً. ومعنى هذا التعريف أن الأديب قد يأتي في الشعر أو النثر بشيء من القرآن أو الحديث من غير أن يشير إلى أنه اقتبسه , ويجوز له أن يغير قليلا فيما اقتبسه.
السَّجْعُ:َ توَافُقُ الْفَاصِلَتَيْن في الْحَرْفِ الأخِير، وأَفْضَلهُ ما تسَاوَتْ فِقَرُهُ( أي ما كانت الفقرات فيه متساوية). والفاصلة هي الكلمة الأخيرة منْ كل فقرة ، وتُسكَّن الفاصلةُ دائماً في النثر للوقف. نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ).
الجِنَاسُ أَنْ يَتَشَابَهَ اللفظانِ في النُّطْق وَيَخْتَلِفَا في الْمَعْنى. نحو قول أبو تمام: ما مات مِنْ كرمِ الزمان فإِنَّه … …يحْيا لَدى يحْيى بْنِ عبد الله انظر إلى هذا البيت فيه لفظان متشابهان في النطق وهما ( يحيا) و( يحي) وكلمة يحيا الأولى معناه فعل وهو يعيش , و يحي الثانية علم, فوجدنا اللفظين متشابهين في النطق و قد اختلفا في المعنى وهذا هو (الجناس).
{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ} (الروم:55). انظر إلى هذه الآية تجد أَن لفظ "الساعة" مكررٌ مرتين، وأن معناه مرةً يومُ القيامة، ومرة إحدى الساعات الزمانية. فهما اتفقا في نوع الحروف و شكلها وعددها و ترتيبها , وقد اختلفا في المعنى وهذا ما يسمى ( جناسا تاما).
ما تكون اسمية وأضرُبها إما معرفة تامة، أو معرفة ناقصة، وإما شرطية، وإما استفهامية، وإما نكرة تامة، وإما نكرة موصوفة، والحرفيةُ وأضرُبُها: نافية، ومصدرية غير ظرفية، ومصدرية ظرفية، وكافة عن العمل، وزائدة. فالمعرفة التامة : عامة، نحو (إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي) وخاصة نحو (غسلته غسلا نعمّا). والمعرفة الناقصة: هي الموصول، محتاجة إلى صلة وعائد، نحو (ما عند الله خير من اللهو). والشرطية: زمانية وغير زمانية، نحو (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ) (وما تفعلوا من خير يعلمْه الله). والاستفهامية: نحو (وما تلكَ بيمينك يا موسى) وتُحذف ألفها إن كانت مجرورة (عمّ يتساءلون). والنكرة التامة التي لا تحتاج لصفة، وهي: الواقعة في باب (نعم) (فنعما هي، نعم ما صنعت) فـ ما في المثالين نكرة تامة منصوبة المحل على التمييز للضمير المستتر في نعْم، والواقعة في قولهم (إني مما أن أفعل) والواقعة في التعجب (ما أحسن زيدًا). والنكرة الموصوفة: نحو (مررت بما معجبٍ لك) ونحو (مثلًا ما بعوضةً فما فوقها). والنافية: تعمل في الجمل الاسمية عملَ ليس، فترفع الاسم وتنصب الخبر في لغةِ الحجازيين. والمصدرية غير الظرفية: نحو (بما نسوا يومَ الحساب) أي: بنسيانهم يوم الحساب. والمصدرية الظرفية: نحو (ما دمت حيا) أي: مدة دوامي حيا. والكافة عن العمل: إما في عمل الرفع مثل (قلّما، طالما، كثر) وكافة عن عمل النصبِ والرفعِ (إنما الله إله واحد) وكافة عن عمل الجر (ربما يود اللذين كفروا). والزائدة: وتسمى هي وغيرها من الحروف صلةً وتأكيدًا نحو، فبما رحمةٍ من الله، عما قليلٍ. (ابن هشام)
قال العلامة ابن هشام: تفسيرُ كلمات كثيرة يحتاجُ إليها المعرب ما جاء على وجه واحد لا غيرُ، وهو أربعة: أ- قطُّ، قُطُّ، قُطُ، قَطُ، قَطْ، = ظرفٌ لاستغراق ما مضى من الزمان ملازمٌ للنفي، تقول (ما فعلته قط) وقولُ العامة (لا أفعله قط) لحن. ب-عَوْضُ، =ظرفٌ لاستغراق ما يستقبل من الزمان غالبًا ملازم للنفي، تقول (لا أفعله عوضُ) وهو مبني فإن أضفته أعربته ونصب على الظرفية، تقول (لا أفعله عوْض العائضين) ومن غير الغالبِ مثلُ قط، ومثلُ عوْضُ في استغراقِ المستقبلِ : أبدًا، إلا أنها لا تختص بالنفيِ ولا تُبنى. ج-أجَلْ، بَجلْ =حرف لتصديق الخبر المثبت والمنفي. د-بلى، حرف لإثبات الكلام المنفي، فتختص بالنفي وتفيد إبطاله، نحو (زعم اللذين كفروا ألن يُبعثوا قل بلى وربي لتبعثنّ) فأثبتت البعث المنفي، وأبطلت النفي.
قال حسان بن ثابت في الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه : وَأَحْسَنُ مِنْكَ لَمْ تَرَ قَطُّ عَيْنِي وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النِّسَاءُ خُلِقْتَ مُبَرَّأً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ كَأَنَّكَ قَدْ خُلِقْتَ كَما تَشَاءُ
تغطّ بأثواب السّخاء فإننى ... أرى كلّ عيب فالسخاء غطاؤه وقارب إذا قاربت حرّا فإنما ... يزين ويزرى بالفتى قرناؤه وأقلل إذا ما قلت قولا فإنه ... إذا قلّ قول المرء قلّ خطاؤه إذا قلّ ماء الوجه قلّ حياؤه ... ولا خير فى وجه إذا قلّ ماؤه إذا قلّ مال المرء قلّ صديقه ... وضاقت عليه أرضه وسماؤه إذا قلّ مال المرء لم يرض عقله ... بنوه ولم يغضب له أقرباؤه وأصبح لا يدرى وإن كان حازما ... أقدّامه خير له أم وراؤه إذا المرء لم يختر صديقا لنفسه ... فناد به فى الناس هذا جزاؤه
| |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| |
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الأحد يناير 18, 2015 1:04 pm | |
| علي بن الحسن الهُنائي الأزدي، أبو الحسن الملقب بـ «كراع النمل» تاريخ الوفاة : بعد 309 علي بن الحسن الهُنائي الأزدي، أبو الحسن: عالم بالعربية. مصري. لقب «كراع النمل» لقصره، أو لدمامته. له كتب، منها «المنضد» في اللغة، و «المنتخب المجرد - خ» مختصره، في دار الكتب و «المنجد - خ» [ثم طُبع] رتبه على ستة أبواب في أعضاء البدن وأصناف الحيوان والطير والسلاح والسماء والأرض، و «أمثلة غريب اللغة» و «المصحّف» و «المنظم» و «الأوزان». نقلا عن: «الأعلام» للزركلي
ـــــــــــــــــــــ
أصل عبارة"اللي بني مصر كان في الأصل حلواني"
"جوهر الصقلي"باني القاهرة الفاطمية حيث تعود أصوله إلي الأرمن في كرواتيا وقد ولد وعاش فيها قبل ان ينتقل إلي صقلية التي ذاعت شهرته و صيته بها .
وكان يجيد صناعة الكنافة والحلوى قبل ان يباع كمملوك للخليفة المنصور بالله الذي ألحقه بالجيش وترقي فيه حتى صار أشهر قواده و لذلك سمى بالحلواني
الكل يعلم تاريخ بناء القاهرة والجامع الأزهر الذي قام ببنائهما القائد العسكري جوهر الصقلي (الحلواني) وقد جاء قائداً لجيش الفاطميين(العبيديين )م واستولي علي مصر من الإخشيديين و قام ببناء القاهرة قبل مجيء الخليفة المعز لدين الله الفاطمي,وقد قام بتسميتها بـ (القاهرة) لا لأنها تقهر أعداءها كما ذكرت بعض المصادر,بل لأن (النجم القاهر ) ظهر في سمائها وقت وضع حجر الأساس لها وهكذا اختار جوهر الصقلي اسم القاهرة للمدينة الجديدة.
وقد بدأ ببناء السور والبوابات وكان يقع في مركزها القصران الخاصان بالخليفة وما بينهما حي(بين القصرين), ثم بدأ البناء الداخلي وبناء الجامع الأزهر لتصبح القاهرة عاصمة الفاطميين(العبيديين) ومنبرا للمذهب الإسماعيلي,ويقول المؤرخون أن القاهرة الفاطمية نموذج رائع أحسن جوهر الصقلي في تصميمها وقد منع السكان من دخولها طوال فترة البناء التي امتدت لحوالي أربعة أعوام,ولما قدم الخليفة المعز أعجبه جمال القاهرة وجعلها عاصمته وأحضر رفات جدوده ليستقروا معه فيها .
إذاً باني مصر الحلواني لم يكن مجرد حلواني لكنه كان قائدا عسكريا على أعلى مستوى من العسكرية و العلم والثقافة,فكان ملما بعلوم الفلك و العمارة صنع الحلوى وكان يعرف قيمة العلم فبني جامعة عظيمة باقية حتى الآن من معالم مصر هي الجامع الأزهر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
دﺧﻞ رجل ، ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ" ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻳﻮﻡ ﺑُﻮﻳﻊَ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ "ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ " ﻋِﻈﻨﻲ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻋﻈُﻚ ﺑﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻡ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ؟ ﻗﺎﻝ : ﺑﻞ ﺑﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ . ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ! ﺇﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺃﻧﺠﺐ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻭﻟﺪﺍ ً ﻭﺗﺮﻙ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ً ، ﻛُﻔّﻦَ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ ، ﻭﺍﺷﺘُﺮﻱَ ﻟﻪ ﻗﺒﺮ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭَﻭﺯّﻉ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ . ﻭﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻧﺠﺐ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻭﻟﺪﺍ ً ، ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺼﻴﺐ ﻛﻞّ ﻭﻟﺪ ٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﻒ ﺍﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ . (ﺍﻱ ﻣﻠﻴﻮﻥ ) ﻭﺍﻟﻠﻪ ... ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ : ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ٍ ﻭﺍﺣﺪ ٍ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﺑﻤﺎﺋﺔ ﻓﺮﺱ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﺘﺴﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ا والله إن الظلم لؤم ــــــــــ وما زال المسيء هو الظلومُ إلى ديان يوم الدين نمضي ـــــــــــ وعند الله تجتمع الخصومُ لأمر ما تصرّفت الليالي ـــــــــــــ وأمرٍ ما توليت النجومُ ستعلم في الحسبا إذا التقينا ــــــــــــ غدا عند الإله من الملومُ سينقطع التروح عن أناس ــــــــــــ من الدنيا وتنقطع الغمومُ تلوم على السفاة وأنت فيه ــــــــــــ أجل سفاهةً ممن تلومُ وتلتمس الصلاح بغير حلمٍ ـــــــــــــ وإن الصالحين لهم حلومُ تنام ولم تنم عنك المنايا ـــــــــــــــ تنبه للمنية يا نؤومُ تموت غدا وأنت قرير عينٍ ـــــــــــــــ من الغفلات في لحجٍ تعومُ لهوت عن الفناء وأنت تفني ـــــــــــــــ وما حي على الدنيا يدومُ تروم الخلد في دار المنايا ــــــــــــــ وكم قد رام غيرك ما ترومُ سل الأيام عن أمم تقضت ــــــــــــــ ستخبرك المعالم والرسومُ وما تنفك من زمن عقور ــــــــــــــــ بقلبك من مخالبه كلومُ إذا ما قلت قد زجيت غماً ــــــــــــــ فمر تشعبت منه غمومُ وليس يذلك بالإنصاف حيّ ـــــــــــــــ وليس يعز بالغشم الغشومُ وللمعتاد ما يجري عليه ـــــــــــــــ وللعادات يا هذا لزومُ #لأبى_العتاهية
وقال الحسن لمطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي : . يا مطرف ، عظ أصحابك . فقال مطرف : إني أخاف أن أقول ما لا أفعل . . فقال الحسن : يرحمك الله وأيُّنا يفعل ما يقول . لَوَدَّ الشيطان أنه ظفر بهذه منكم فلم يأمر أحد بمعروف ، . ولم ينه عن منكر . . الكامل للمبرد
قال الأصمعي: دخلت على الخليل وهو جالس على حصير صغير، فأشار عليّ بالجلوس، فقلت: أضيق عليك، فقال: مه إن الدنيا بأسرها لا تسع متباغضين، وإن شبرا في شبر يسع متحابين.
{ وَنَخِيلٌۭ صِنْوَانٌۭ وَغَيْرُ صِنْوَانٍۢ } الصنو هو المثل و النظير ، و فى الحديث (الابن صنو أبيه) و هكذا قالت جميع المعاجم و التفاسير لكن يبق هنا سؤال ؟ نقول أخوان شجاعان و إخوة شجعان و لكن ... تقول المعاجم : نقول (أخوان صنوان و إخوة صنوان) !!! معنى صنا في لسان العرب الصَّنا والصِّناءُ الوَسَخُ وقيل الرَّمادُ قال ثعلب يمدُّ ويُقْصَرُ ويُكْتَب بالياء والأَلف وكتابه بالأَلف أَجود ويقال تَصَنَّى فلان إذا قعَد عند القِدْر من شرهِه يُكَبِّبُ ويَشْوي حتى يُصيبَه الصِّناء وفي حديث أَبي قلابَة قال إذا طال صِناءُ الميت نُقِّيَ بالأُشْنانِ إن شاؤُوا ( * قوله « إن شاؤوا » هكذا في الأصل وليست في النهاية ) قال الأَزهري أَي درَنُه ووَسَخُه قال وروي ضِناء بالضاد والصواب صِناء بالصاد وهو وسَخُ النار والرماد الفراء أَخَذْتُ الشيءَ بصِنايَته أَي أَخذْتُهُ بجمِيعِه والسينُ لغةٌ أَبو عمرو الصُّنَيُّ شِعبٌ صغير يسيلُ فيه الماء بين جبلين وقيل الصُّنَيُّ حِسْيٌ صغير لا يَرِدُهُ أَحدٌ ولا يُؤْبه له وهو تصغير صَنْوٍ قالت ليلى الأَخُيَلِيَّة أَنابغَ لم تَنْبَغْ ولم تَكُ أَوَّلا وكُنْتَ ضُنّيّاً بين صُدَّينِ مَجْهَلا ويقال هو شقُّ في الجَبل ابن الأَعرابي الصَّاني اللازِمُ للخِدْمَة والنَّاصي المُعَرْبِدُ والصَّنْوُ الغَوْرُ ( * قوله « الغور » هكذا في الأصل والذي في القاموس والتهذيب العود ) الخَسِيسُ بين الجبَلين قال والصَّنْوُ الماءُ القلِيلُ بين الجبلين والصَّنْوُ الحجر بين الجبلين وجمعها كلِّها صُنُوٌّ والصِّنْوُ الأَخ الشقيق والعمُّ والابنُ والجمع أَصناءٌ وصِنْوانٌ والأُنْثى صِنْوة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عمُّ الرجل ضِنْوُ أَبيه قال أَبو عبيد معناه أَن أَصلهُما واحدٌ قال وأَصل الصِّنْو إنما هو في النَّخْل قال شمر يقال فُلانٌ صِنْوُ فلان أَي أَخوه ولا يسمَّى صِنْواً حتى يكون معه آخر فهما حينئذ صِنْوانِ وكلُّ واحدٍ منهما صِنْو صاحِبه وفي حديث العَبَّاسُ صِنْوٌ أَبي وفي رواية صِنْوي والصِّنْوُ المِثلُ وأصله أن تطلع نخلتانِ من عِرْق واحد يريد أَنَّ أَصل العبَّاس وأََصلَ أَبي واحدٌ هو مثلُ أَبي أو مِثْلي وجمعه صِنْوانٌ وإذا كانت نخلتان أو ثلاثٌ أو أَكثرُ أَصلها واحد فكل واحد منها صِنْوٌ والاثنان صِنْوان والجمع صِنْوانٌ برفع النون وحكى الزجاجي فيه صُنْوٌ بصم الصاد وقد يقال لسائر الشَّجر إذا تشابه والجمعُ كالجمع وقال أَبو حنيفة إذا نبتت الشجرتان من أَصل واحد فكل واحدة منهما صِنْو الأُخرى وركِيَّتان صِنْوان متجاورتان إذا تقاربتا ونَبَعتا من عَين واحدةٍ وروي عن البَراءِ بن عازِبٍ في قوله تعالى صِنْوانٌ وغيرُ صِنْوانٍ قال الصِّنْوانُ المُجْتَمِعُ وغيرُ الصِّنْوانِ المُتفرِّقُ وقال الصِّنْوانُ النَّخلاتُ أَصْلُهُنَّ واحدٌ قال والصِّنْوانُ النَّخلتان والثلاثُ والخمسُ والستُّ أَصلُهنَّ واحدٌ وفروعُهنَّ شتىَّ وغيرُ صِنْوانٍ الفارِدَةُ وقال أَبو زيد هاتان نخلتانِ صِنْوانِ ونَخِيلٌ صِنْوانٌ وأَصْناءٌ ويقال للاثنين قِنْوانِ وصِنْوانِ وللجماعة قِنْوانٌ وصِنْوانٌ الفراء الأَصْناءُ الأَمْثالُ والأَنْصاءُ السابقون ابن الأَعرابي الصِّنْوةُ الفَسِيلةُ ابن بزرج يقال للحَفَرِ المُعَطَّل صِنْوٌ وجمعُه صِنْوانٌ ويقال إذا احْتَفَر قدِ اصْطَنَى فالصنو اتحاد الأصل ، لا المثيل ! إذ قرر القرءان أن أكلها ربما كان غير متشاابه رغم اتحاد أصلها و لو كانا مثلين لما جاز ان تختلف ثمراتهما !!! و اتحاد الاصل لا يجوز فيه الجمع أصلا ، فلو قلنا (نخيل أصناء) لتفرقت الاصول ، و صارت غير صنوان !
رجع بخفي حنين. وهو من الأمثال المتداولة بين العرب، وهو أن يجدَّ المرء في سعيه ويخطئ طريق الصواب ويعود خاسر المسعى بعد عناء وتعب، وقصته أن حنين بن إسحاق من المعروفين بجبلة الحمق سافر على ناقته من مكان إلى مكان اّخر وأثناء سيره مر بخف واحد ( أى حذاء ) ملقى على قارعة الطريق فتركه حيث لا فائدة من أخذ خف واحد وبعد قليل وجد الخف الاّخر مطروحا فأناخ راحلته وعقلها وعاد راجلا ليأتي بالخف الأول ويقرنه بالاّخر ويستعمله ولكن اللص الذي عمل هذه الحيلة كان أسرع إلى ناقة حنين منه فركبها وهرب بها وترك حنين يعود بخفيه عوضا عن راحلته وما عليها وهكذا ضرب المثل .
- قيل للشافعي: كيف شهوتك للعلم؟
قال: أسمع بالحرف مما لم أسمعه من قبل فتود أعضائي أن لها سمعا تتنعم به مثل ما تنعمت به الأذنان.
- فقيل له: كيف حرصك عليه؟
قال: حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال.
- قيل : كيف طلبك له ؟
قال : طلب المرأة المضلّة ولدها ليس لها غيره.
في الفروق بين ألفاظ العربية!!! (فَاطِرٌ) و(مُفْطِرٌ) ======== كلا اللفظينِ اسمُ فاعلٍ، لكنَّ الأولَ منهما مأخوذٌ من الفعل الثلاثيِّ المجرد، وهو (فَطَرَ)، والثاني مأخوذٌ من الفعل الثلاثيِّ المزيد فيه حرفٌ واحدٌ، وهو (أَفْطَرَ). وبين مَعْنَيِ اللفظينِ فرقٌ كبيرٌ. ذلك أنَّ كلمةَ (فَطَرَ) تُؤدي معانيَ غير التي تُؤديها كلمة (أَفْطَرَ)، ألا ترى أنَّك تقول: *فَطَرَ اللهُ الخلقَ فَطْرًا من باب (قَتَلَ يَقْتُلُ)، أعني: مفتوح العين في الماضي مضمومها في المضارع، والمعنى الذي تُريده: خَلَقَهُمْ. *والله تعالى فاطر السماوات والأرض، والمعنى: مبتدعهما ومبتدئهما على غير مثال سَبَقَ. وقد خَفِيَ معنى كلمة (فاطر) على حبر الأمة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -، وفي ذلك قال: " ما كنتُ أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى اختصم إليَّ أعرابيانِ في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتُها، أي: ابتدأتها ". *وقيل: فاطر السماوات والأرض، والمعنى: خالق السماوات والأرض. *ويقال: فَطَرَ نابُ البعيرِ فَطْرًا من باب (قَتَلَ يَقْتُلُ) - أيضًا- فهو فاطرٌ، والمعنى: شَقَّ اللحمَ وطَلَعَ، وفَطَرَ النَّبَاتُ، والمعنى: شَقَّ الأرضَ ونَبَتَ منها، وفَطَرَ الرجلُ الشيءَ، والمعنى: شَقَّهُ. *وفَطَرَ العالمُ الأمرَ، والمعنى: اخترعه وابتدأه. أما كلمة (أَفْطَرَ) فلها معانٍ متعددة، والسياقُ يُحَدِّدُ المراد منها، تقول: أَفْطَرَ عليٌّ في نهار رمضان، والمعنى: قَطَعَ صيامَهُ وأفسده بسبب تناوله شيئًا من المفطرات. *وتقول: إذا غربت الشمس فقد أَفْطَرَ الصائمُ، والمعنى: دخل في وقت الفطر، مثلما تقول: أصبحَ المسافرُ وأمسى، والمعنى: دَخَلَ في وقت الصباح والمساء وغير ذلك. *وتقول: أَفْطَرَ حمدي على تمرٍ، والمعنى: جَعَلَهُ فَطُورَهُ بعد الغروب. *وتقول في غير رمضان: أَفْطَرَ الرجلُ قبل خروجه إلى العمل، والمعنى: تناولَ طعامَ الصباح. وكلمة (فَطُور) على وزن كلمة (رَسُول)، ومعناها: ما يُفْطَرُ عليه. واسم الفاعل من هذا الفعل الثلاثي المزيد فيه حرف هو (مُفْطِرٌ). فإذا أردت أن تُخبر عن شخصٍ تناولَ شيئًا مفطرًا في نهار رمضان - فاللغة العربية تقتضي منك أن تقول: فُلانٌ مُفْطِرٌ، وإيَّاك أن تقولَ: فاطرٌ، وأنت تُريد أن تُخبر عن هذا المعنى، فإن قلتَ ذلك فقد تعديتَ حدودَ العربية، وسلكتَ طريقًا غيرَ طريق الفصحاء. فكلمة (صائم) مقابلها ومضادها كلمة (مُفْطِر) لا (فاطر). والله أعلم.
الصفة المشبهة اسم مصوغ من مصدر الثلاثي اللازم للدلالة على من قام به الفعل على وجه الثبوت . وتأتى من باب فرح على ثلاثة أوزان : 1- فَعِل والمؤنث منه على فَعِلَة 2- أفْعَلَ والمؤنث منه على فَعْلاَء 3- فَعْلاَن والمؤنث على فَعْلَى وتأتى من باب كَرُمَ على أوزان كثيرة أشهرها : فَعِيلٌ ، فَعْلٌ ،فُعَالٌ ،فَعَالٌ ،فَعَلٌ ،فُعْلٌ
1- فَعِل والمؤنث منه على فَعِلَة فرح فرحة - بطر بطرة 2- أفْعَلَ والمؤنث منه على فَعْلاَء أحمق حمقاء 3- فَعْلاَن والمؤنث على فَعْلَى عطشان عطشى فَعَلٌ نحو بطل وحَسَنُ
قال سعيد بن المسيب رحمه الله : " لا تملئوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لكي لا تحبط أعمالكم الصالحة. " [فصل الخطاب فى الزهد والرقائق والآداب]
قال رجل لسفيان الثوري رحمه الله || أوصني؟ قال: اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، وللآخرة بقدر بقائك فيها، والسلام. [حلية الأولياء]
الفرق بين الغَيبة بفتح الغين وكسرها الغيبة بالفتح هي الغياب وأما بالكسر فهي ذكرك أخاك بما يكره فعندما نقول "الغيبة والنميمة" فبكسر الغين لا بفتحها.
ابن هشام اللخمي هو الفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد السبتي المعروف بابن هشام اللخمي، وكان حياً: سنة 557 ، سبع وخمسين وخمسمائة، وتوفي: سنة 570، قدم شرحا لمقصورة ابن دريد وسماه الفوائد المحصورة في شرح المقصورة.
إحذر مودة ماذق ... شاب المرارة بالحلاوة يحصي الذنوب عليك أي ... ام الصداقة للعدواة
قلّ الحفاظ فذو العاهات محترم ... والشهم ذو الفضل يؤذى مع سلامته كالقوس يحفظ عهدا وهو ذو عوج ... وينفذ السهم قصدا لاستقامته
عذلوني على الحماقة جهلا ... وهي من عقلهم ألذّ وأحلى حمقي قائم بقوت عيالي ... ويموتون إن تعاقلت هزلا
العقل في طلب المطالب عقلة ... عجبا لأمر العاقل المعقول وأخو الدراية والرواية متعب ... والعيش عيش الجاهل المجهول
كم من أديب فهم عقله ... مستكمل العقل مقلّ عديم ومن جهول مكثر ماله ... ذلك تقدير العزيز العليم
أبل الرجال إذا أردت إخاءهم ... وتوسمنّ أمورهم وتفقد فإذا ظفرت بذي الديانة والتقى ... فبه اليدين قرير عين فاشدد فإذا يزلّ، ولا محالة، زلة ... فعلى أخيك بفضل حلمك فازدد
آخ الكرام إن استطع ... ت إلى إخائهم سبيلا وأشرب بكأسهم وإن ... شربوا بها السمّ الثميلا
فأنت مني النفس من بينهم ... وأنت الحبيب وأنت المطاع فما منك أن بعدوا وحدة ... ولا منهم ان بعدت اجتماع
لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته ووفاته. ********** وإذا أخ لي حال عن خلق ... داويت منه ذاك بالرفق إنّي لأمنح من يواصلني ... مني صفاء ليس بالمذق والمرء يصنع نفسه ومتى ... ما تبله يفزع إلى العرق
لا تيأسنّ إذا ما كنت ذا أدب ... على خمولك أن ترقى إلى الفلك بينا ترى الذهب الإبريز مطّرحا ... في التّرب إذ صار إكليلا على الملك
قال ابن قيس لابن عباس في الإسلام: أحبكم في الجاهلية والدي ... وفي الدين كنتم عدتي ورجائيا فصرت بحبي منكم غير مبعد ... لديكم وأصبحت الصديق المصافيا وآليت لا أنفك أحدو قصيدة ... تمدّ بها بزل الجمال الهواديا
إذا ما زمان السوء مال بركنه ... علينا عدلناه بإحسان ثابت كريم يفوت الناس مجدا وسؤددا ... وليس الذي نرجوه منه بفائت | |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| |
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الأحد يناير 18, 2015 1:40 pm | |
| س: كيف أجعل الفعل الثلاثي والرباعي اللازم متعديا ؟ الجواب : بتضعيف العين مثل : فَرَّحْتُ زيدًا (أصله فَرِحَ وهو لازم ) أو بإدخال الهمزة عليه مثل : أَجْلَسْتُ زَيْدًا ( أصل الفعل جَلَسَ وهو لازم ) أو بالباء مثل : ذهبتُ بزيدٍ . أما الفعل غير الثلاثي فَيُعَدَّى بالباء فقط مثل : انطَلَقَتُ بزيدٍ
جوامِعُ الكَلِم : الاختِصارُ المفيدُ الناطقُ بالحكمة والجامعُ لأطرافِ الموضوعِ. استَحْسَن الفصحاءُ جوامِعَ الكَلِم، وقرَّروا أنَّ البلاغة إيجاز. * قال أبو هلال العسكري رحمه الله في كتاب (الصناعتين): "قيل لبعضهم: لم لا تُطيلُ الشِّعر؟ فقال: حَسبُك من القِلادة ما أحاطَ بالعُنق ! *وقيل للفرزدق: ما صيَّرَك إلى القصائدِ القِصارِ بعد الطِّوال؟ فقال: لأني رأيتها في الصدورِ أوقعَ، وفي المحافل أجْوَل. *وقالت بنتُ الحطيئة لأبيها: ما بالُ قصارِك أكثرَ من طِوالِك؟ فقال: لأنها في الآذان أولج، وبالأفواه أعلق". *وقال الأبشيهي رحمه الله في (المستطرف من كل فن مستظرف): "قال البحتري: خيرُ الكلامِ ما قلَّ وجلَّ ودلَّ ولم يُمَلَّ". *وقال ابنُ أبي الأصبع في تحرير التحبير): "ومما جاء من ذلك في السُّنة قولُه صلى الله عليه وسلم : (الحلالُ بَيِّنٌ والحرامُ بَيِّن)، وقوله : (لا ضررَ ولا ضِرار). وكلماته وأقواله كلها صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم
الرباعي المزيد بحرف، له بناءٌ واحد وهو (( تفعلل )) ويكون لمطاوعة فعلل، كـ دحرجته فتدحرج، بعثرته فتبعثر، دعفقت الماء فتدعفق. الرباعي المزيد بحرفين، له بناءان وهما (( افعنلل )) وهو لمطاوعة فعلل المتعدي، كـ حرْجمت الإبل فاحرنجمت، و (( افعلَلَّ )) وهو للمبالغة، نحو [اسبطَرَّ، اشمعلَّ، اطمأنَّ، اقشعرَّ].
مقامة أدبيه لصاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم بقلم #عائض_القرني
(( المقامة النبوية )): ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) [القلم:4]. صَلَّى عليك الله يا عَلَمَ الهُدى واستبشرت بقدومك الأيام هَتَفتْ لك الأرواح من أشواقِها وازينت بِحَديِثِك الأقلام ما أحسن الاسم والمسمَّى، وهو النبي العظيم في سورة عمَّ، إذا ذكرته هلَّت الدموع السواكب، وإذا تذكَّرته أقبلت الذكريات من كل جانب. وكثت إذا ما اشتد بي الشَّوقُ والجَوَى وكادت عُرى الصبر الجميل تفصم أُعللُ نفسي بالتلاقِي وقُربه وأُوهِمها لكنها تتوهمُ المتعبِّد في غار حراء، صاحب الشريعة الغرّاء، والملّة السمحاء، والحنيفية البيضاء، وصاحب الشفاعة والإسراء، له المقام المحمود، واللواء المعقود، والحوض المورود، هو المذكور في التوراة والإنجيل، وصاحب الغرّة والتحجيل، والمؤيَّد بـجبريل، خاتم الأنبياء، وصاحب صفوة الأولياء، إمام الصالحين، وقدوة المفلحين ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)) [الأنبياء:107]. السماوات شيَّقاتٌ ظِمَاءُ والفَضَا والنُّجومُ والأضواءُ كلها لهفة إلى العَلَم الها ديِ وشوق لِذَاتهِ واحتِفاءُ تنظم في مدحه الأشعار، وتُدبّج فيه المقامات الكِبار، وتُنقَل في الثناء عليه السِّير والأخبار، ثم يبقي كنزاً محفوظاً لا يُوفّيه حقّه الكلام، وعلماً شامخاً لا تنصفه الأقلام، إذا تحدثنا عن غيره عصرنا الذكريات، وبحثنا عن الكلمات، وإذا تحدثنا عنه تدفق الخاطِر، بكل حديث عاطِر، وجاش الفؤاد، بالحبّ والوداد، ونسيت النفس همومها، وأغفلت الروح غمومها، وسبح العقل في ملكوت الحب، وطاف القلب بكعبة القرب، هو الرمز لكل فضيله، وهو قبة الفلك للخصال الجميلة، وهو ذروة سنام المجد لكل خلال جليلة. مرحباً بالحبيب والأريب والنجيب الذي إذا تحدثت عنه تزاحمت الذكريات، وتسابقت المشاهد والمقالات. صلّى الله على ذاك القدوة ما أحلاه، وسلم الله ذاك الوجه ما أبهاه، وبارك الله على ذاك الأُسوة ما أكمله وأعلاه، علَّمَ الأُمةَ الصّدقَ وكانت في صحراء الكذب هائمة، وأرشدها إلى الحق وكانت في ظُلمات الباطل عائمة، وقادها إلى النور وكانت في دياجير الزّور قائمة. وشبَّ طفلُ الهدى المحبوب متشحاَ بالخير متزراً بالنور والنار في كفهِ شُعلة تهدي وفي دمهِ عقيدة تتحدى كل جبار كانت الأمة قبله في سُبات عميق، وفي حضيض من الجهل سحيق، فبعثه الله على فترة من المرسلين، وانقطاع من النبيين، فأقام الله به الميزان، وأنزل عليه القرآن، وفرق به الكفر والبُهتان، وحطّمت به الأوثان والصُّلبان. للأُمم رموز يخطئون وُيصيبون، ويسددون ويغلطون، لكن رسولنا صلى الله عليه وسلم معصوم من الزّلل، محفوظ من الخلل، سليم من العِللِ، عصم قلبه من الزيغ والهوى، فما ضل أبداً وما غوى، ((إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)) [النجم:4]. للشعوب قادات لكنهم ليسوا بمعصومين، ولهم سادات لكنهم ليسوا بالنبوّة موسومين أما قائدنا وسيدنا فمعصوم من الانحراف، محفوف بالعناية والألطاف. قُصارى ما يطلبه سادات الدنيا قصور مشيدة، وعساكر ترفع الولاء مؤيدة، وخيول مُسوَّمة في ملكهم مقيّدة، وقناطير مقنطرة في خزائنهم مخلّدة، وخَدَم في راحتهم معبدة. أما محمد صلى الله عليه وسلم فغاية مطلوبه، ونهاية مرغوبه، أن يُعبد الله فلا يُشرك معه أحد، لأنه فرد صمد، ((لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)) [الإخلاص:3] * ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)) [الإخلاص:4]. يسكن بيتاً من الطين، وأتباعه يجتاحون قصور كسرى و قيصر فاتحين، يلبس القميص المرقوع، ويربط على بطنه حجرين من الجوع، والمدائن تُفتَح بدعوته، والخزائن تُقسم لأُمته. إن البَريةَ يوم مَبعث أحمدٍ نَظر الإله لها فبدلَ حالها بل كرَّم الإنسانَ حين اختار من خير البريةِ نجمها وهلالها لبسَ المُرقعَ وهو قائدُ أُمةِ جبت الكُنُوز وكسَرت أغلالها لما رآها الله تمشي نحوه لا تبتغي إلا رضاهُ سعى لها ماذا أقول في النبي الرسول؟ هل أقول للبدر حييت يا قمر السماء؟ أم أقول للشمس أهلاً يا كاشفة الظلماء، أم أقول للسَّحاب سَلِمتَ يا حامل الماء؟ اسلك معه حيثما سلك، فإن سُنَّته سفينة نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلَّف عنها هلك، نزل بزُّ رسالته في غار حِراء، وبيع في المدينة، وفصل في بدر، فلبسه كل مؤمن، فيا سعادة من لبس، ويا خسارة من خلعه فتعس وانتكس، إذا لم يكن الماء من نهر رسالته فلا تشرب، وإذا لم يكن الفرس مُسوماً على علامته فلا تركب، بلال بن رباح صار باتّبَاعهِ سيداً بلا نَسَب، وما جداً بلا حسب، وغنيّاً بلا فضة ولا ذهب، أبو لهب عمّه لمّا عصاه خسر وتب، ((سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ)) [المسد:3]. الفُرسُ والرُّومُ واليُونانُ إن ذُكِرُوا فعند ذكرك أسمالٌ على قزَم هُم نمقُوا لوحةً بالرِّقِ هائِمَةً وأَنتَ لوحُكَ محفوظ من التهُّم وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، وإنك لعلى خُلُق عظيم، وانك لعلى نهج قويم، ما ضللَّ، وما زلَّ، وما ذلَّ، وما غلَّ، وما ملَّ، وما كلَّ. فما ضلَّ لأن الله هاديه، و جبريل يكلِّمه ويناديه، وما زلّ لأن العصمة ترعاه، والله أيّده وهداه، وما ذلّ لأن النصر حليفه، والفوز رديفه، وما غلَّ لأنه صاحب أمانة، وصيانة، وديانة، وما ملّ لأنه أُعطيَ الصَّبر، وشُرِحَ له الصدر، وما كلَّ لأن له عزيمة، وهمّةً كريمة، ونفساً طاهرةً مستقيمة. كأنَّك في الكتاب وجدت لاءَ مُحرَّمة عليك فلا تَحِلُّ إذا حضرَ الشتاءُ فأنتَ شمسٌ وإن حلَّ المصِيفُ فأنت ظِلُّ صلى الله عليه وسلم ما كان أشرحَ صدرَه، وأرفعَ ذكِره، وأعظم قدره، وأنفذَ أمرَه، وأعلى شرفه، وأربح صفقة من آمنَ به وعرفه، مع سعة الفناء، وعِظَم الآناء، وكرم الآباء، فهو محمد الممجد، كريم المحتد، سخيّ اليد، كأن الألسنةَ والقلوبَ ريضت على حُبّه، وأنِسَت بقربه، فما تنعقد إلا على ودّه، ولا تنعقد إلا بحمده، ولا تسبح إلا في بحر مجده. نُورُ العَرارَةِ نُوره ونسيمه نشرُ الخُزامى في اخضِرار الآس وعليهِ تَاجُ محبَّةٍ من ربه ما صيغَ من ذهبِ ولا من ماس إن للفطر السليمة، والقلوب المستقيمة، حباً لمنهاجه، ورغبةً عارمة لسلوك فِجاجه، فهو القدوة الإمام. الذي يهدي به الله من اتّبع رضوانه سُبُل السلام. صلى الله عليه وسلم، علّم اللسان الذكر، والقلب الشكر، والجسد الصبر، والنفس الطُّهر، وعلَّم القادة الإنصاف، والرَّعيَّة العفاف، وحبَّب للناس عيش الكفاف، صبر على الفقر، لأنه عاش فقيراً، وصبر على جُمُوع الغِنى لأنه مَلَكَ مُلكاً كبيراً، بُعِثَ بالرسالة، وحكم بالعدالة، وعلّم من الجهالة، وهدى من الضلالة، ارتقى في درجات الكمال حتى بلغ الوسيلة، وصعد في سلم الفضل حتى حاز كلّ فضيلة. أتاك رسولُ المَكرُماتِ مسلِّماً يُريدُ رسول الله أعظم مُتقِي فأقبَل يَسعى في البساطِ فما دَرَى إلى البحر يسعى أم إلى الشَّمسِ يرتَقيِ هذا هو النور المبارك يا من أبصر، هذا هو الحُجَّة القائمة يا من أدبر، هذا الذي أنذر وأعذر، وبشّر وحذّر، وسهّل وشمر، كانت الشهادة صعبة فسهَّلَهَا من أتباعه مُصعَبا، فصار كل بطل بعده إلى حِياضِهِ يرغب، ومن مورِدِه يشرب، وكان الكذب قبله في كل طريق، فأباده بـالصديق، من طلابه أبو بكر الصّدِّيق، وكان الظلم قبل أن يُبعث مُتراكماً كالسحاب، فزحزحه بالعدل من تلاميذه عمر بن الخطاب، وهو الذي ربّى عثمان ذا النورين، وصاحب البيعتين، واليمين والمتصدّق بكل ماله مرتين، وهو إمام علي حيدرة، فكم من كافر عفرّه، وكم من محارب نحره، وكم من لِواء للباطل كسره، كأن المشركين أمامه حُمُر مستنفرة، فرَّت من قَسورة. إذا كانَ هذَا الجِيلُ أتباعَ نهجِهِ وقد حَكَمُوا السَّاداتِ في البدو والحضَرْ فقُل كيفَ كانَ المُصطَفَى وهو رمزُهُم مع نُورهِ لا تُذكَرُ الشمس والقَمرْ كانت الدنيا في بلابل الفتنة نائمة، في خسارة لا تعرف الربح، وفي اللهو هائمة، فأذّن بلال بن رباح، بحيَّ على الفلاح، فاهتزت القلوب، بتوحيد علاّم الغيوب، فطارت المُهَج تطلب الشهادة، وسبَّحت الأرواح في مِحراب العبادة، وشهدت المعمورة لهم بالسيادة. كل المشارب غيرُ النيل آسِنَة وكُل أرضٍ سوى الزُّهراءِ قيعَانُ لا تُنحرُ النفس إلا عند خيمتِهِ فالموت فوق بلاطِ الحب رضوَانُ أرسله الله على الظلماء كشمس النهار، وعلى الظمأ كالغَيث المِدرار، فهزّ بسيوفه رؤوس المشركين هزّاً، لأن في الرؤوس مسامير اللات والعُزَّى، عظمت بدعوته المنن، فإرساله إلينا أعظم منّة، وأحيا الله برسالته السُّنن، فأعظم طريق للنجاة اتّباع تلك السُّنَة. تعلَّم اليهود العلم فعطَّلوه عن العمل، ووقعوا في الزيغ والزَّلل، وعمل النصارى بضلال، فعملهم عليهم وَبال، وبعث عليه الصلاة والسلام بالعلم المفيد، والعلم الصالح الرشيد. أخُوك عِيسَى دَعا ميتاً فقامَ لهُ وأنتَ أحييتَ أجيالاَ من الرِّمم أنصت لميمِيةِ جاعتك من أَمَم مِدادُها من معاني نُون وَالقَلَم سَالت قَريحةُ صب في محبتكم فيضاً تدَفَّقَ مثل الهَاطِلِ العَمِم كالسيل كالليل كالفجر اللحوح غدا يَطوي الرَّوَابِي ولا يَلوِي على الأكم أحش كالرَّعدِ في ليل السعود ولا يُشابهُ الرَّعد في بطشي وفي غَشَم كَدَمع عيني إذا ما عِشت ذكركُمُ أو خفقِ قلبٍ بنار الشَّوقِ مُضطَرم يزري بنابغة النعمان رونقها ومن زهير وماذا قال في هرم؟ دع سيف ذي يزَنٍ صفحاً ومادحَهُ وتبعاً وبني شدَّاد في إرم ولا تعرِّج على كسرى ودولته وكُل أصيد أو ذيِ هَالةٍ وكمي وانسخ مدائح أرباب المديح كما كانت شريعته نسخاً لدينهم رصع بها هامة التأريخ رائعةً كالتاج في مفرق بالمجد مرتسم فالهجر والوصل والدنيا وما حملتْ وحبُّ مجنون ليلى ضلة لعمِي دع المغاني وأطلال الحبيب ولا تلمح بعينك برقا لاح في أضم وانس الخمائلَ والأفنان مائلةً وخيمةً وشُويهاب بذي سَلَم هنا ضياءٌ، هنا ريٌّ هنا أمل هنا رواء هنا الرضوان فاستلم لو زينت لامرئ القيس انزوى خجلاً ولو رآها لبيدُ الشعر لم يقُم ميمية لو فتى بوصير أبصرها لعوّذوه برب الحِل والحرَم سل شِعر شوقي أيروي مثل قافيتي أو أحمد بن حسين في بَنِي حكم ما زار سوق عكاض مثلُ طلعتها هامت قلوب بها من روعة الكلم أُثني على من؟ أتدري من أُبجلُهُ؟ أما علمت بمن اهتديتُهُ كَلِمِي في أشجع النَّاس قلباً غير منتقِم وأَصدقِ الخلق غير مُتَّهَم أَبْهَى من البدر في قلبِ التَّمام وقُل أسخى من البحر بل أرسى من العَلَم أصفى من الشمس في نطقٍ وموعظةِ أمضى من السيف في حُكم وفي حَكَم أغرّ تشرق من عينيه ملحمةٌ من الضياء لتجلو الظلم والظلم في همة عصفت كالدهر واتقدت كم مزَّقت من أبي جهل ومن صنم أتي اليتيمُ أبُو الأيتام في قدَر أنهى لأمتِهِ ما كانَ من يتم مُحَرِّرُ العَقْلِ بَانِي المجدِ باعِتُنا من رقدةٍ في دثِار الشركِ واللمم بنور هديك كحلنا محاجرَنَا لما كتبنا حُرُوفا صُغتها بدم من نحن قبلك إلا نقطَةٌ غَرقَت في اليمِّ بل دمعةٌ خرساءُ في القِدَم أكادُ أقتلع الآهات من حرقي إذا ذكرتُك أو أرتاعُ من ندمي لَمَّا مَدَحتُكَ خِلتُ النَّجم يَحمِلُني وَخَاطِري بالسنا كالجيش مُحتَدم شجعتُ قلبيَ أن يشدُو بقافيَةِ فِيكَ القريض كوجهِ الصُّبح مُبتَسم صه شكسبير من التهريج أسعدَنَا عن كُلِّ إليَاذَةٍ ما جاء في الحِكَم الفُرسُ والرُّومُ واليُونانُ إن ذُكِرُوا فَعندَ ذكِراهُ أسمال على قَزَم هُم نمقوا لوحَةً للرق هائِمَةَ وأنت لوحك محفوظ من التُّهَم أهدَيتنا منبَرَ الدنيا وغار حِرَا وليلةَ القَدر والإسرَاءِ للقِمَم والحوضَ والكوثَرَ الرقرَاقَ جئت بهِ أنت المزمل في كوب الهُدى فقُم الكونُ يسألُ والأفلاك ذاهِلةٌ والجِن والإنسُ بين اللاء والنعم والدَّهرُ مُؤتلقٌ والجوُّ مبتهجٌ والبدرُ ينشق والأيام في حلم سِربُ الشياطين لَمَّا جئتنا احترقت ونار فارس تخبُو منك في ندَم وصُفدَ الظلم والأوثان قد سقطت وَمَاء ساوَة لَمَّا جئت كالحمَم قحطانُ عدنانُ حازوا منك عزَّتهم بِكَ التشرف للتاريخ لا بهم عُقُودُ نصركَ في بدر وفي أُحُدٍ عدلنا فيك لا في هيئةِ الأمم شادُوا بِعلِمكَ حَمراءَ وقُرطُبَةً لنهرك العذب صب الجِيل وهو ظَمي ومن عمَامَتِك البيضاءِ قد لَبست دمِشقُ تاجَ سَنَاها غير مُنثَلم ردَاءُ بغداد من بُرديك تنسجه أيديِ رشيد ومأمون ومُعتصم وسِدرةُ المُنتهى أولتْكَ بهجَتها على بِساطٍ من التبجيل مُحترم دَارَست جبريلَ آياتِ الكتابِ فلَم يَنْسَ المعلم أو يسهُو ولم يَهِم اقرأ ودَفترُكَ الأيام خط بهِ وثيقة العهدِ يا من بر في القَسَم قربت للعالم العُلوي أنفُسنا مسكتنا متنَ حبل غير منصرم نُصرتَ بالرُّعبِ شهراَ قبلَ موقِعة كأن خَصمَكَ قبلَ الحَرْبِ في صَمَم إذا رأَوا طَفَلاً في الجوِ أذهَلَهُم ظنوك بين بنود الجيش والحشم بِكَ استفقنا على صُبح يُؤرِّقُهُ بِلالٌ بالنغمَةِ الحرا على الأطم إن كانَ أَحببتُ بعْدَ اللهِ مِثلَكَ في بدو وحَضْر ومن عُربِ ومن عَجَم فَلاَ اشتفي ناظِري من منظر حسن ولا تفوه بِالقولِ السَّديِدِ فَمِي د. عائض بن عبدالله القرني
| |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الأحد يناير 18, 2015 1:47 pm | |
| المعتل: ما كان أحد حروفه الأصلية حرفًا من أحرف العلة الثلاثة، وهي: الألف، الواو، الياء، والألف لا تكون أصلية إنما منقلبة من الياء أو الواو.. فإن كان حرفُ العلة في مقابل الفاء، فهو (المثال). وإن كان حرف العلة في مقابل العين، فهو (الأجوف). وإن كان حرف العلة في مقابل اللام، فهو (الناقص). وإن كان فيه حرفان في مقابل الفاء واللام، فهو (اللفيف المفروق). وإن كان فيه حرفان في مقابل العين واللام، فهو (اللفيف المقرون). وإن خلا من أحرف العلة، فهو (الصحيح). وإن خلا من أحرف العلة، والهمزة، والتضعيف، فهو (السالم). وإن كان في مقابل حرف همزةٌ، فهو (المهموز). وإن كان ثلاثيًّا وعينه ولامه من جنس واحد، أو رباعيا وفاؤه ولامه من جنس، وعينه ولامه الثانية من جنسٍ فهو (المضعف). فتلخص أن أنواع الفعل –صحيحه ومعلته- ثمانية: سالم، مهموز، مضعف، مثال، أجوف، ناقص، لفيف مفروق، لفيف مقرون.
فإن كان حرفُ العلة في مقابل الفاء، فهو (المثال). وعد - وجد - ولد وإن كان حرف العلة في مقابل العين، فهو (الأجوف). قال - باع وإن كان حرف العلة في مقابل اللام، فهو (الناقص). دعا - قضى وإن كان فيه حرفان في مقابل الفاء واللام، فهو (اللفيف المفروق). وعى - وقى وإن كان فيه حرفان في مقابل العين واللام، فهو (اللفيف المقرون). نوى - طوى
السالم نحو كتب والمهموز نحو أخذ وسأل وقرأ المضعف الثلاثي نحو رد وحج والمضعف الرباعي نحو زلزل
كيفية تصريف الأمر من المضارع: أن يُحذف حرف المضارعة، كعَظِّم وتشارك وتعلم، فإن كان أول الباقي ساكناً زيد في أوَّله همزة، كانصُر وافتَحْ واضرِبْ، وأكرمْ وانطلِق واستغفِر. المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف
كيفية تصريف المضارع من الماضي: أن يُزاد في أوَّله أحد أحرف المضارعة مضموماً في الرُّباعيّ، كيدحرج مفتوحاً في غيره، كيكتب وينطلِق ويستغفر. ثم إن كان الماضي ثُلاثياً، سَكنَتْ فاؤه، وحُرَّكت عينُه بضمة أو فتحة أو كسرة، حسبما يقتضيه نصُّ اللغة، كينصر ويفتح ويضرِب كما تقدَّم. وإن كان غير ثلاثيّ، بقي على حاله إن كان مبدوءاً بتاء زائدة، كيتشارك ويتعلم ويتدحرج، وإلا كُسِر ما قبل آخره، كيُعَظِّم ويقاتل، وحذفت الهمزة الزائدة في أوَّله إن كانت، كيكرم ويستخرج. المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف
المقصور: هو الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة، كالهُدَى والمصطفَى، فخرج بالاسم: الفعل والحرف، كدَعَا وإِلَى، وبالمعرب: المبني، كأَنَا وَهَذَا، وبما آخره ألف: المنقوص، وبلازمة: الأسماء الخمسة في حالة النصب، والمثنى في حالة الرفع.
المنقوص: هو الاسم المُعْرب الذي آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها كالداعي والمنادي فخرج بالاسم: الفعل كرَضِي، وبالمعرب: المبني كالذي، وبالذي آخره ياء: المقصور، وبلازمةٍ: الأسماء الخمسة في حالة الجر، وبمكسور ما قبلها: نحوُ ظَبْي وَرَمْي، فإن ملحق بالصحيح لسكون ما قبل يائه.
أجمعوا على جواز قصر الممدود للضرورة كقوله: لا بدَّ من صَنْعَا وإن طالَ السَّفَر *** واختلفوا في مد المقصور فمنعه البصريون وأجازه الكوفيون وحجتهم قول الشاعر: سَيُغْنِيني الَّذيِ أَغْنَاك عَنِّي *** فلا فَقْرٌ يَدُومُ ولا غِنَاء المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف
إن كان الماضي ثلاثيًّا، لازمًا، مضموم العين فمصدره: إما: "فَعَالة"، وإما "فُعُولة". فيكون "فَعَالة" إذا جاءت الصفة المشبهة منه على وزن "فعيل": نحو: ملُح فهو مليح، ظرُف فهو ظريف، شجُع فهو شجيع... فالمصدر: ملاحة، ظرافة، شجاعة. ويكون: "فعولة" إذا جاءت الصفة المشبهة منه على: "فعْل"، نحو: سهُل فهو سهْل، عذُب فهو عذْب، صعُب فهو صعْب... فالمصدر: سهولة، عذوبة، صعوبة ... وهذا الضابط في الحالتين أغلبي منقوض بأمثلة أخرى، مثل: ضخُم فهو ضخْم، مع أن المصدر الشائع هو ضَخَامة. وملُح الطعام -أي: صار مِلحًا- ومصدره: المُلُوحة. مع أن الصفة المشبهة منه ليست على فعل ولا فعيل.
إن كان الماضي الثلاثي لازمًا، مفتوح العين، صحيحها، غير دال على إباء وامتناع، ولا على اهتزاز وتنقل وحركة متقلبة، ولا على مرض، ولا سير، أو صوت، ولا على حرفة أو ولاية- فإنَّ مصدره القياسي: "فُعُول" نحو: قعد قعودًا، سجد سجودًا، ركع ركوعًا، خضع خضوعًا... فإن كان معتل العين فالغالب في مصدره أن يكون على: "فَعْل"، مثل: نام نومًا، صام صومًا. أو على "فِعَال"، نحو: صام صِيَامًا، قام قيامًا ... و... . فإن دل على إباء وامتناع فمصدره: "فِعَال" نحو: أبى إِبَاء، نفر نِفَارًا، شرد شِرَادًا، جمح جِمَاحًا. وإن دل على تنقل وحركة متقلبة فيها اهتزاز فمصدره: "فَعَلان"؛ نحو: طاف طوفانًا، جال جولانًا- غلى غليانًا. وإن دل على مرض فمصدره: "فُعَال"، نحو: سعل سُعَالًا، رعف الأنف رُعَافًا. وإن دل على نوع من السير فمصدره: "فَعِيل"، نحو: رحل رحيلًا، ذمل ذميلًا. وإن دل على نوع من الصوت فمصدره: "فَعِيل" و"فُعَال"؛ نحو: صرخ الطفل صريخًا وصراخًا، ونعب الغراب نعيبًا ونعابًا. وقد اشتهر "فعيل" مصدرًا لبعض الأفعال أكثر من "فعال"؛ مثل صهلت الخيل صهيلًا، أزت القدور أزيزًا. "ويؤخذ مما سبق أن وزن: "فعال" يكون مصدرًا لما يدل على مرض أو صوت، وأن وزن "فعيل" يكون مصدرًا لما دل على سير أو صوت أيضًا". وإن كان دالَّا على حرفة أو ولاية فمصدره: "فِعَالَة": نحو: تجر تجارة، سفر سفارة، أمر إمارة، نقب نقابة
إن كان الماضي ثلاثيًّا، لازمًا، مكسور العين، غير دالٍّ على لون، أو على معالجة، أو على معنى ثابت، فمصدره القياسي: "فَعَل" نحو: تعِب تَعَبًا، جزِع جَزَعًا، وجِع وَجَعًا، أسِف أَسَفًا. فإن دل على لون، فالغالب في مصدره: "فُعْلَة"؛ نحو: سَمِر الفتى سُمرة، خضر الزرع خُضرة.
قد يكون التفضيل بين أمرين في صفتين مختلفتين ، مثل : العسل أحلى من الخل . والمعنى المراد أن العسل في حلاوته يزيد على الخل في حموضته . ونحو : الصيف أحر من الشتاء .
إن كان الماضي ثلاثيًّا متعديًا غير دالٍّ على صناعة؛ فمصدره القياسي "فَعْل"، نحو: أخذ أخْذًا، فتح فتْحًا، حمد حَمْدًا، سمع سمْعًا. فإن دل على صناعة فمصدره الغالب: "فِعَالة"، نحو: صاغ الخبير المعادن صياغة دقيقة-حاك العامل الثوب حياكة متقنة، ثم خاطه الصانع خياطة جميلة. ويلاحظ أن الثلاثي المتعدي لا يكون إلا مفتوح العين أو مكسورها، أما مضمومها فلا يكون إلا لازمًا، نحو: حسن، ظرف، شرف.
الأساس الأول في معرفة مصادر الثلاثي وإدراك صيغها المختلفة إنما هو الاطلاع على النصوص اللغوية الفصيحة، وكثرة قراءتها، حتى يستطيع القارئ بالدربة والمرانة أن يهتدي إلى المصدر السماعي الصحيح الذي يريد الاهتداء إليه. أما الأوزان والصيغ القياسية فضوابط أغلبية صحيحة تفيد كثيرًا في الوصول إلى المصدر القياسي؛ فيكتفي به من شاء، ولكن الاطلاع والقراءة أقوى إفادة، وأهدى سبيلًا. "النحو الوافي"
هناك ثلاثة ألفاظ في " أفعل التفضيل " اشتهرت بحذف الهمزة من أولها ، وهي : خير ، وشر ، وحب . ومنه قوله تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } 260 البقرة . وقوله تعالى : { والآخرة خير وأبقى } 17 الأعلى . وقوله تعالى : { قال أنتم شرٌ مكاناً } 77 يوسف . ونحو : ابنك حبٌّ من الآخرين .
قد ترد صيغة أفعل لغير معنى التفضيل ، فتضمن حينئذ معنى اسم الفاعل ، أو معنى الصفة المشبهة ، ويشترط في التعرية عن معنى التفضيل ألا يكون اسم التفضيل معرفاً بأل أو مضافاً إلى نكرة ، أو متلوا بمن الجارة ، ومثال مجيئه بمعنى اسم الفاعل ، قوله تعالى : { ربكم أعلم بكم } والتقدير : عالم بكم . ومعنى الصفة المشبهة ، كقوله تعالى : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } والتقدير : وهو هين عليه . والمعنى في الآية الأولى أنه لا مشارك لله في علمه ، وفي الآية الثانية لا تفاوت عند الله في النشأتين : الإبداء والإعادة ، فليس لديه هين وأهون بل كل شيء هين عليه سبحانه وتعالى .
لأفعل التفضيل أربع حالات : (أ) أن يكون مجرداً من أل والإضافة ، وفى هذه الحال يجب إفراده وتذكيره والإتيان بعده بالمفضَّل عليه مجروراً بمِن ، مثل : العلم أنفع من المال. (ب) أن يكون محلى بأل ، وفى هذه الحال تجب مطابقته لموصوفه ، ولا يؤتى بعده بالمُفَضَّل عليه ، مثل : الولد الأكبر ذكىٌّ. (جـ) أن يكون مضافاً إلى نكرة ، وفى هذه الحال يجب إفراده وتذكيره ، مثل : الكتاب أفضل سميرٍ. (د) أن يكون مضافاً إلى معرفة ، وهنا تجوز فيه المطابقة أو عدمها ، مثل : عائشة أفضل النساء أو فُضلَى النساء.
عمل أفعل التفضيل 1- يرفع "أفعل" التفضيل الضمير المستر ، مثل : الحرير أغلى من القطن. 2- لا يرفع "أفعل" التفضيل الاسم الظاهر قياساً إلا إذا صح أن يقع فى موضعه فعل بمعناه ، وهذا مطرد فى كل موضع يقع فيه "أفعل" التفضيل بعد نفى أو شبهه ، ويكون مرفوعه أجنبياً مفضلاً على نفسه باعتبارين ، مثل : ما من أرض أجودُ فيها القطنُ منه فى أرض مصر ، ومثل : أرأيت رجلاً أولى به الشكرُ منه بمحسن لا يَمُنُّ ؟
عمل اسم التفضيل: يرفع اسم التفضيل الضمير المستتر نحو الحرير أغلى من القطن ولا يرفع الضمير الظاهر قياسا إلا إذا صح في موضعه فعل بمعناه نحو : ما من أرض أجود فيها القطن منه في أرض مصر.
إذا أردت التفضيلَ أو التعجب مما لم يستوف الشروط فأت بصيغة مستوفية لها واجعل المصدر غير المستوفي تمييزا لاسم التفضيل ومعمولا لفعل التعجب، نحو: فلان أشدّ استخراجاً للفوائد وما أشدّ استخراجه وأشْدِدْ باستخراجه.
| |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الأحد يناير 18, 2015 1:52 pm | |
| ينقسم الفعل إلى: مُتَعَدِّ، ويسمى متجاوِزاَ؛ وإلى لازم: ويسمى قاصِراً. فالمتعدي عند الإطلاق: ما يتجاوز الفاعل إلى المفعول به بنفسه، نحو: حفظ محمد الدرس. وعلامته أن تتصل به هاء تعود على غير المصدر، نحو: زيد ضربه عمرو، وأن يُصاغ منه اسم مفعول تام، أي غير مقترن بحرف جَرّ أو ظرف نحو: مضروب. وهو على ثلاثة أقسام: ما يتعدى إلى مفعول واحد، وهو كثير، نحو: حفظ محمد الدرس وفهم المسألة. وما يتعدى إلى مفعولين إما أن يكون أصلهما المبتدأ والخبر، وهو ظن وأخواتها؛ وإمَّا لا، وهو أعطى وأخواتها. وما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، وهو باب أعلم وأرى. واللازم: ما لم يتجاوز الفاعل إلى المفعول به، كقعد محمد وخرج علي. المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف
ينقسم المؤنث إلى لفظيّ: وهو ما وُضِع لمذكر وفيه علامة من علامات التأنيث كطلحة وزكرَّياء، والكُفُرَّى، وإلى مَعْنَوِيّ، وهو ما كان علماً لمؤنث وليس فيه علامة كمريم وهند وزينب، وإلى لفظيّ ومعنويّ، وهو ما كان عَلماً لمؤنث وفيه علامة كفَاطمةَ وسَلْمَى وعَاشُوراء، مُسَمَّى به مؤنث. المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف
الاشتقاق: أخذ كلمة من أخرى مع تناسب بينهما في المعنى وتغيير في اللفظ، وينقسم إلى ثلاثة أقسام: صغير: وهو ما اتحدت الكلمتان فيه حروفاً وترتيباً كعلم من العلم وفهم من الفهم. وكبير: وهو ما اتحدتا فيه حروفاً لا ترتيباً كجبذ من الجَذْب. وأكبر: وهو ما اتحدتا فيه في أكثر الحروف مع تناسب في الباقي كنَعَقَ من النَّهْق لتناسب العين والهاء في المخرج. وأهم الأقسام عند الصرفيّ هو الصغير. المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف
أصل المشتقّات عند البصريين المصدر، لكونه بسيطاً، أي يَدُل على الحدث فقط، بخلاف الفعل، فإنه يَدُلُّ على الحدث والزمن، وعند الكوفيين: الأصل الفعل، لأن المصدر يجيء بعده في التصريف، والذي عليه جميع الصَّرفيين الأوَّل. ويُشتق من المصدر عشرة أشياء: الماضي والمضارع والأمر واسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم التفضيل واسما الزمان والمكان واسم الآلة، ويلحق بها شيئان المنسوب والمصغر وكل يحتاج إلى البيان. المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف
اسم الفاعل تعريفه : اسم مصوغ لما وقع منه الفعل أو قام به ويصاغ من الفعل الثلاثي على وزن فاعل نحو العلم نافع ومن غير الثلاثي على وزن مضارعه بابدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الأخر نحو أخوك معطي الناس حقوقهم عمل اسم الفاعل : يعمل اسم الفاعل عمل فعله فإن كان لازما رفع الفاعل نحو :الجمل حاقد وإن كان متعديا رفع الفاعل ونصب المفعول به نحو: الفلاح حارث ثوره الأرض ... النحو الواضح : للأستاذين علي الجارم ومصطفى أمين
اسم الآلة يصاغ من الأَفعال الثلاثية المتعدية أَوزان ثلاثة للدلالة على آلة الفعل، وهي ((مِفْعَل ومِفْعال ومِفْعلة)) بكسر الميم في جميعها مثل: مِخرَز ومِبرَد ومفتاح ومِطرقة. هذا وهناك صيغ أُخرى تدل على الآلة كاسم الفاعل ومبالغته مثل: كابِح (فرام) صقَّالة وجرَّافة وسحَّاب، و((فِعال)) مثل: ضِماد، وحِزام ((وفاعول)) مثل ساطور ((وفَعول)) مثل (قَدوم) وغيرها. ملاحظة: لا عمل لاسم الزمان ولا لاسم المكان ولا لاسم الآلة. سمعت بعض أسماء الآلة بضم الأول والثالث مثل: المُنْخُل والـمُدُق والـمُكْحُلة ويجوز فيها اتباع القاعدة العامة أيضاً. ............ من كتاب الموجز للدكتور سعيد الأفغاني
اسم الآلة 1- هو اسم مَصُوغٌ من مصدر الثلاثيّ لما وقع الفعل بواسطته. 2- وله ثلاثة أوزان: مِفْعال، ومِفْعَل، ومِفْعَلة بكسر الميم فيها. نحو: مِفْتَاح ومِنْشَار ومِقْرَاض ومِحْلَب ومِبْرَد ومِشْرَط ومِكْنَسة ومِقْرَعة ومِصْفَاة، وقيل إن الوزن الأخير فرع ما قبله. وقد خرج عن القياس ألفاظ منها: مُسْعُط، ومُنْخُل، ومُنْصُل، ومُدُقّ ومُدْهُن ومُكْحُلَة ومُحْرُضَة، بضم الميم والعين في الجميع. وقد أتى جامداً على أوزان شَتَّى لا ضابط لها، كالفأس، والقَدُوم، والسِّكين، وَهَلُمَّ جَرّا. المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف
ينقسم الاسم إلى مذكر ومؤنث، فالمذكر كرجل وكتاب وكرسيّ. والمؤنث نوعان: حقيقيّ، وهو ما دلّ على ذات حِرٍ، كفاطمة وهند؛ ومجازيّ، وهو ما ليس كذلك، كأذُن ونار وشمس. ويستدل على تأنيثه بضمير المؤنث أو إشاراته أو لحوق تاء التأنيث في الفعل، نحو: هذه الشمس رأيتها طلعتْ، أو ظهور التاء في تصغيره كأذينة، أو حذفها من اسم عدده كثلاث آبار. المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف
حلّ في الدار وحلّ العقدة يقال في مضارعهما يَحُلّ بضم الحاء حلّ الدين وحلّ الشيء ضد حرم يقال في مضارعهما يحِلّ بكسر الحاء حلّ العذاب به يقال فيه يَحِلّ ويَحُلّ وقرئ بهما
يقول مصطفى الغلاييني في كتابه (جامع الدروس العربية) ص150: "المصدر الميمي واسم المفعول واسما الزمان والمكان. مما هو فوق الثلاثيّ المجرد. شركاءٌ في الوزن، ويفرّق بالقرينة. فاذا قلت جئتك منسكب المطر. فالمعنى جئتك وقت انسكابه. وإذا قلت انتظرك في مرتقى الجبل. المعنى في المكان الذي يُرتقَى فيه إليه وإذا قلت هذا الأمر منتظر. فالمعنى أن الناس ينتظرونه. فهو اسم مفعول. وإذا قلت أعتقد معتقد السلف. فمعتقد مصدر ميمي بمعنى الاعتقاد".
حروف الزيادة: "سَأَلْتُمونيها" أو "اليوم تَنْساه" أو " هَناء وَ تَسْليم " أو "هويت السمان" .
إذا نسبت إلى الاسم الثلاثي المكسور الوسط أبدلت الكسرة بفتحة لخفة الأخيرة . مثل : إبل : إبَلي ، ملك : ملَكي ، نمر : نمَريّ .
إذا وليَت الجماعة همزة وصل، حذفت لفظا إن كان ما قبل الواو مضموما، وتضمُّ الواو إذا كان ما قبلها مفتوحًا، وذلك تخلصًا من التقاء الساكنين، فمثال الأول: (( ولا تؤتوا السفهاء ))((وإذا لقُوا الذي)) ومثال الثاني (( فلا تخشَوُا النَّاس )) (( فتمنّوُا الموتَ )).
جرت العرب على أن تحذف الهمزة من أمر فِعْلَيْ: [أخذ - أكل] فقالت: [خُذْ - كُلْ]، وأما فعل [أَمَرَ] فربما حذفت همزته فقالت: [مُرْ]، وربما أثبتتها فقالت: [اُؤمُرْ]. وحَذفَت الهمزة وأثبتتها أيضاً في صيغة الأمر إذا كانت عينَ فِعْلِ [سألَ]، فقالت: [سَلْ] كما قالت: [اِسْأَلْ].
جاء عن العرب بضعة مصادر ميمية على وزن [مَفْعِل] نحو: [المَوْعِد بمعنى الوَعْد - المَوْضِع بمعنى الوَضع - المَوْقِف بمعنى الوقوف - المَوْلِد بمعنى الولادة - المَوْثِق بمعنى الثِّقة] فتحفظ وتستعمل، ولكنّ القياس [مَفْعَل].
اسم الجنس الجمعي: هو ما تضمن معنى الجمع، دالاّ على الجنس، نحو: بطيخ وتفاح وتمر. ويفرق بينه وبين مفرده تاء تلحق المفرد، فيقال في حالة الإفراد: بطيخة وتفاحة وتمرة.
اسم الجمع: هو ما تضمّن معنى الجمع، ولكن لا واحد له. نحو: [جيش وقوم ونساء وشعب...]. ولك الخيار في أن تعامله معاملة المفرد، أو معاملة الجمع. فتقول مثلاً: النساء سافرت، والنساء سافَرْنَ، والقوم رحل، والقوم رحلوا.
اسم الجنس الإفرادي: هو ما دلّ على الكثير والقليل من الجنس، نحو: لبن، عسل، ماء...
| |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الأحد يناير 18, 2015 1:56 pm | |
| يدل اسم المرة على وقوع الفعل مرة واحدة. ويصاغ من الفعل الثلاثي على وزن [فَعْلَة] نحو: [سار فلان سَيْرَة، وجلس جَلْسَة]. وأمّا الفعل غير الثلاثي فاسم المرة منه، هو مصدره القياسيّ، مضافاً إليه تاء في آخره. نحو: [انحدر فلان انحدارة] و[استكبر استكبارة]. فإذا كان مصدر الفعل ممّا ينتهي بتاء - أصلاً - نحو: رحمة ودعوة وإعانة واستقامة، وأريد استعماله للدلالة على المرة، فحينئذ يؤتى بعده بكلمة تدل على ذلك، فيقال: رحمة واحدة، ودعوة واحدة، وإعانة واحدة، واستقامة واحدة.
يعرفُ لزوم الفعل بأحد شيئين: معنى الفعل، وصيغه. أما معناه فيمكنك أن تحكم بلزوم الفعل إذا دلّ على واحد من: الأول: أن يدل على سجية، كـ حسن، قبُح، طال. الثاني: أن يدل على عرض، أي: وصف غير لازم، كـ نشِط، شجُع، شبِع. الثالث: أن يدل على لون: كـ أدِم، ابيضَّ، ادهامَّ. الرابع: أن يدلَّ على حليةٍ: كـ كَحِل، دَعِجَ، بَجِل. الخامس: أن يدل على عيب: كـ عَور، حَول، عَمِش. السادس: أن يدل على نظافة: كـ طهر، نظف. السابع: أن يدل على دنس: كـ قذِر، وسخ، دنِس. الثامن: أن يدل على مطاوعة فعلٍ متعد إلى واحد: كسرت الزجاج فانكسر، مددت الحبل فامتد. وأما صيغهُ: الأول: صيغة (فعُل) كـ حصُف، بدُغ. الثاني: صيغة (انفعل) كـ انكسر، وانشعب. الثالث: صيغة (اغبرَّ) كـ اغبرّ، وازورَّ. الرابع: صيغة (افعالّ) كـ اقطارّ، وادهامَّ. الخامس: صيغة (افعللّ) كـ اقشعرّ، واشمأز، واطمأن. السادس: صيغة (افوعل) كـ اكوهدّ. السابع: صيغة (افعنلل) كـ احرنجم. الثامن: صيغة (افعنلى) كـ احرنبى.
المصدر الصناعي: اسمٌ زِيدتْ في آخره ياء مشدّدة، بعدها تاء مربوطة: [يّة]، للدلالة على ما فيه من الخصائص. نحو: [الإنسانيّة]، فإنها تدل على خصائص الإنسان، و [اللصوصيّة]، فإنها تدل على خصائص اللصوص. ولا فرق في ذلك بين أن يكون الاسم عربياً أو أعجمياً، أو جامداً أو مشتقاً، أو مثنىً، أو جمعاً،... نحو: [الحيوانية - الرأسمالية - الاشتراكية - الأقدمية - الكيفية - الماهيّة - الهويّة - الأنانية - الديموقراطية...].
ينصب ظرف الزّمان مختصّا و مبهما، و يجرّ ظرف المكان مبهما وجوبا.
جاءت في كلام العرب أسماءُ آلاتٍ من فعلٍ لازم، نحو: [المِرقاة]، فإنّ فعلها [رقِيَ]، ومن فعلٍ مزيد على الثلاثي، نحو: [الْمِيضَأَة]، فإنّ فعلها [توضّأ]، ومن اسم جامد، نحو: [مِحبَرَة] فإنها من [الحِبْر].
تُحذف تاء التأنيث في النسب، قولاً واحداً، فيقال في نحو: [فاطمة وطلحة]: [فاطميّ وطلحيّ]. قال ابن يعيش: [إذا نسبت إلى اسم في آخره تاء التأنيث حذفتها، لا يجوز غير ذلك].
(صحاري وصحارى) و(فتاوي وفتاوى) و(شكاوي وشكاوى) كلها صحيحة. والأصل فيها الياء، ثم قلبت ألفًا للتخفيف
وردت أفعال مبنية للمجهول بأصل الوضع، والوارد من ذلك وجهان: (1) ما لم يرد عن له العرب له فعل مبني للمعلوم، وذلك نحو [زُهي، عُني، زُكم، حُم، جُن، شُدِه، امتُقِع لونه]. (2) ما ورد له فعل مبني للفاعل، ولكن استعمال المبني للمجهول أكثر من المعلوم [هُزِل، نُتج، طُلَّ دمه، زُكم]. وقد اختلفوا: أهما أصلان ليس أحدهما متفرعا عن الآخر، أم أن المبني للمعلوم أصل للمبني للمجهول؟ ذهب إلى الأول الكوفيون، والمبرد، وابن الطرواة، ونسبه إلى سيبويه.
كان العلماء في أول العهد يدرجون مباحث التصريف في ثنايا مباحثهم عن مسائل اللسان العربي، لا يميزون بين مبحث ومبحث، وكان العالم بالعربية حينذاك لغويا نحويا أخباريا راوية، ثم تمايزت موضوعات العلم بعض التمايز، وكان النحويّ يتكلم يومئذ عن أحوال الكلمات العربية إفرادا وتركيبًا، وظهر في هذا الوقت سيبويه، ثم بعد أن قوي التمييز بين الموضوعات العلمية جريًا مع سنَنِ الترقي، أصبح لما يعرب ويبني علم، ولما لا يعرب ولا يبنى علم، وسموه علم (الصرف) واشتهر عند الباحثين أن واضعه: أبو مسلم معاذ الهرّاء. واشتهارُ أبي مسلم بوضعِ علم الصرف على إطلاقه غير مستقيم، فقد كانت مسائل هذا العلم تُدرس من قبله، والذي تطمئن إليه النفس أنه أول من أفرد مسائل الصرف بالبحث والتأليف، مستقلا عن فروع اللغة العربية، مكثرًا من التمارين، فاقتفى العلماءُ أثرَه، فعلى هذا المعنى –دون ما عداه- هو: الواضع.
الجامد: الذي يدل معنى مجرد عن الزمان الذي يعتبر في دلالة الفعل، فهو يشبه الفعل في لزومه طريقة واحدة في التعبيرـ وعدم قبوله التحول من صيغة إلى صيغة، كـ عسى، وهلم في لغة، ونعم، وبئس، وتعال، وهب، وتعلم، ويهيِطُ. والمتصرف نوعان: تام التصرف، بأن يجيء الماضي والمضارع والأمر، وناقص التصرف وهو ضربان: الأول: ما جاء منه الماضي والمضارع فقط [كاد يكاد، أوشك يوشك، ما برح ما يبرح، ا زال ما يزال، ما انفك ما ينفك]. الثاني: ما جاء منه المضارع والأمر، نحو [يذر ذر، يدع دع].
ما يصيرُ به اللازمُ متعديًّا: أولًا: الهمزة الزائدة قبل فائه (أكرمات، أهنتُ، أنزلتُ). ثانيًا: بتضعيف عينه، نحو (عظّمت شعائر الله، وقّرت الأستاذ). ثالثًا: بواسطة حرف الجر، نحو (مررت بالعلماء). رابعًا: بزيادة ألف المفاعلة بعد فائه، نحو (كارم محمد عليا). خامسًا: زيادة الهمزة والسين والتاء للدلالة على الطلب أو المصادفة [استخرجت الذهب، استجدته]. سادسًا: تحويل الفعل إلى باب (نصر ينصُر) للدلالة على المغالبة، كـ (فاخرته ففخرته). سابعًا: أن تضمن معنى فعلٍ متعد، كـ رحبتكم الدار، طلعَ بشرٌ اليمن. ثامنًا: بواسطة حذف حرف الجار ، وهو سماعي لا مطرد [تمرون الديارَ] أي: بالديار. وقد يكون متعديا إلى واحد فيتعدى بهذه الأسباب إلى اثنين، وقد يتعدى إلى اثنين فيتعدى بهذه الأسباب إلى ثلاث، وأكثر العلماء لا يذكر من أسباب التعدي إلا الثلاثة التي ذكرناها أولًا، واختلفوا: أهي قياسية أم سماعية، والحق: أن الأمر محذوف على السماع موكول إليه في نفس سبب التعدية.
الاشتقاقُ لغةً: أخذُ شقّ الشيء، أي: نصفه أو جانب منه، واصطلاحًا: أخذُ كلمةٍ من أخرى لمناسبةٍ بين الكلمتين في المعنى، ولو مجازًا، ويقسم الاشتقاق إلى: (أ) الاشتقاق الصغير، وهو: أن يكون التناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في المعنى واللفظ وترتيب الحروف، نحو: ذهاب، ذهب، يذهب، وهو ذاهب. (ب) الاشتقاق الكبير، وهو: أن يكون التناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في المعنى واللفظ من غير ترتيب الحروف، نحو: جذب جبذ، حمد مدح، آنَ أنى، يئس أيس. (ت) الاشتقاق الأكبر، وهو: أن يكون التناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في المعنى وأكثر ترتيب الحروف، ولو تقارب المخرج، نحو: ثلب ثلم، نعق نهق، مدح مده، هتن هل. ومن العلماء من يسمي القسم الأول [الأصغر] والثاني [الصغير] والثالث [الكبير] ومن العلماء من يسمي النوعَ الثاني بـ القلب، ومن العلماء من يسمي النوع الثالث بـ الإبدال. وما يُعنى به علماءُ الصرف هو النوع الأول، وقد كان القدامى لا يحلفون بالنوعين الآخرين، ويتركون القول فيهما إلى حفظة اللغة ونقلتها عن العرب، وإنما كانوا يستروحون إليهما ويتصلون بهما عند الضرورة، وكان أبو علي الفارسي أكثر العلماء لزومًا لهما، واسترواحًا إليهما، واستبصارا بهما، ثم تلميذه أبو الفتح ابنُ جني، ويعتمد جار الله الزمخشري كثيرًا عليهما حتى في تفسيره.
الصرفُ والتصريفُ لغةً: التحويلُ من حالٍ إلى حال، ومن ذلك قوله تعالى (وتصريفِ الرياح) وقوله (انظر كيف نصرّف الآيات) وأما معناهما الاصطلاحي، فهو : العلمُ الذي تعرف به كيفية صياغة الأبنية العربية، وأحوال هذه الأبنية التي ليست إعرابًا ولا بناءً. وقولنا (أبنية) أي: هيئة الكلمة التي يمكن أن يشاركها فيها غيرها، وهذه الهيئة عبارةٌ عن عددِ حروف الكلمة، وترتيبها، وحركاتها المعيّنة وسكونها، مع اعتبار الحروف الزائدة والأصلية. وكيفية صياغة الأبنية: ما يذكر في مسائل العلم من طريق أخذ المضارع والأمر واسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة والمصدر وطريقة التصغير والنسب والتثنية والجمع. وأحوالُها التي ليست إعرابا ولا بناء: الابتداء، والإمالة، وتخفيف الهمزة، والإعلالُ، والإبدالُ، والحذفُ، والإدغام، وكون حروفها كلها أصولًا، أو مشتملة على بعض حروف الزيادة.
تقلب الهمزة واواً أو ياءً
إذا وقعت الهمزة بعد ألف " مفاعل " أو ما يشابهه بشرط أن تكون الهمزة عارضة " غير أصلية " وأن تكون لام المفرد إما همزة أصلية ، وإما حرف علة واواً أو ياء .
* مثل : خطيئة : لامها همزة أصلية .
تجمع على خطايا ، والأصل : خطايِىءُ ، ثم تقلب الياء الواقعة بعد ألف مفاعل أو شبهة إلى همزة لأنها في الأصل مدة زائدة في المفرد فتصير : خطائِيُ .
ثم تقلب الهمزة الأخيرة المتطرفة ياء لوقوعها بعد همزة فتصير : خطائِيُ .
ثم تقلب كسرة الهمزة فتحة للتخفيف فتصير : خطائَيُ .
ثم تُحرك الياء الأخيرة ويُفتح ما قبلها فتقلب ألفاً وتصير : خطاءا .
وأخيراً تقلب الهمزة ياء لاجتماع ثلاثة أحرف متشابهة وهي : الألف ، والهمزة ، وهي تشبه الألف – والألف الأخيرة ، فتصير الكلمة : خطايا .
قال عزّ و جلّ : ( إذ قال إبراهيم ربّي الذي يُحيي و يُمِيتُ ) أصلها : يُمْوِتُ . القاعدة : نُقِلت كسرة الواو إلى الساكن الصحيح قبلها ثم قُلبتْ ياءً ( إعلال بالتسكين أو النقل )
ورد أحد عشر فعلاً، تُكْسَر عينها في الماضي، ويجوز الكسر والفتح في المضارع، وهي: بَئِس، بالباء الموحدة، وحسِب، ووبق: أي هلك، ووحمتِ الحُبْلَى، ووحِرَ صدره، ووَغِر: أي اغتاظ فيهما، وولغ الكلب، وولِه، ووهِل: أي اضطرب فيهما، ويئِس منه، ويبِس الغصن.
لم يرد في اللغة ما يجب كسر عينه في الماضي والمضارع إلاَّ ثلاثة عشر فعلاً، وهي: وثِقَ به، ووجد عليه: أي حزن، وورِث المال، وورِع عن الشبهات، وورِك: أي اضطجع، وورِم الجُرح، وورِي المخ: أي اكتنز، ووعِق عليه: أي عجل، ووفِق أمره: أي صادفه موافقاً، ووقِه له: أي سمع، ووكِم: أي اغتمَّ، وولِي الأمر، وومِق: أي أحب.
المضاعف يجيء من ثلاثة أبواب: من باب نصر وضرب وفرح، نحو: سرّه يسرُّه، وفرَّ يفرُّ، وعضَّه يعَضُّه.
انفعل لا يكون إلا لازما ، و نونه تسمى نون المطاوعة ، مثل : كسرت الشيء فانكسر . | |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الأحد يناير 18, 2015 2:01 pm | |
| شواذُّ النّسبِ: تكونُ في أسماءِِ الأعلامِ غالباً لكثرةِ استعمالِها وهذِهِ بعضُها: بحرين- بحرانيّ، البادية-بدوِيّ، اليمن- يمانيّ، تهامة- تهامٍي الشّام- شآمِي دهرٌ- دُهرِيّ، السّهل-سُهلِيّ، الرّوح- روحاني، قريش- قُرشِيّ، الرّازيّ- رازي، مرو- مروزيّ، هذيل- هُذلِيّ، الوحدةُ- وحدانيّ، عظيمُ اللّحيةِ- لُحيانيّ.
الاسمُ المنسوبُ : اسمٌ أُضيفَتْ إليه ياءٌ مشدّدةٌ، وكُسرَ آخرُه، أيّ ما قبلَ الياءِ،مثلُ:حمصِيٌّ، نسبةً إلى حمص.
هنالك كلمات تدل على المفرد والمثنى والجمع معاً مثل الفُلك، هذا جار جُنُبٌ وهؤلاء جيران جُنُبٌ، وهذا خصمٌ عدوٌّ وأُولئك خصومٌ عدوٌّ، وهؤلاء ضيف كرام، وهذا ولد، وهؤلاءِ وَلد.
اسم المفعول: اسم مصوغ من مصدر الفعل المبنى للمجهول للدلالة على ما وقع عليه الفعل . ويصاغ من الثلاثي على وزن مفعول نحو الحديث مسموع ويصاغ من غير الثلاثي على وزن اسم فاعله مع فتح ما قبل الآخير نحو : الغريق منقذ
اسم الفاعل تعريفه : اسم مصوغ لما وقع منه الفعل أو قام به ويصاغ من الفعل الثلاثي على وزن فاعل نحو العلم نافع ومن غير الثلاثي على وزن مضارعه بابدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الأخر نحو أخوك معطي الناس حقوقهم
اسم التفضيل اسم مصوغ على وزن أفعل للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر فيها نحو: الأسد أشجع من النمر
اسم الآلة : اسم مصوغ من مصدر الثلاثي المتعدي للدلالة على ما وقع الفعل بوساطته نحو : فتحت الباب بالمفتاح ، غزلت الصوف بالمغزل ، كنس الخادم الأرض بالمنكسة . لاسم الآلة ثلاثة أوزان سماعية وهي : مِفْعالٌ ،مِفْعَلٌ ، مِفْعَلَةٌ النحو الواضح : للأستاذين علي الجارم ومصطفى أمين
المصدر الصّناعيّ هو مصدرٌ يُصاغُ من الأسماءِ الجامدةِ أو المشتقّةِ بزيادةِ ياءٍ مشدّدةٍ مفتوحةٍ وتاءٍ مربوطةٍ على آخرِ هذهِ الأسماءِ، مثال:إنسانٌ- إنسانيّةٌ،جدارٌ- جداريّةٌ. قواعد اللغة العربية المبسطة –عبد اللطيف سعيد
بعضُ ضوابطِ المصادرِ الثّلاثيةِ: 1-ما كانَ فعلُهُ لازماً وزنُه(فَعَلَ)،أو ما دلَّ على عملٍ فمصدرُه (فُعُول)، مثال:جَحَدَ-جُحُود. 2-ما دلَّ منها على حركةٍ أو اضطرابٍ جاءَ مصدرُه على وزن (فَعَلان) مثالٌ: طَارَ-طَيَران. 3-ما دلَّ منها على مرضٍ جاءَ مصدرُه على وزن(فُعَال)،مثالٌ: صُداع. 4-ما دلَّ منها على لونٍ جاءَ مصدرُه على وزن (فُعْلَة)، مثالٌ: زُرْقَة. 5-ما دلَّ منها على حرفةٍ جاءَ مصدرُه على وزنِ (فِعَالَة) ، مثالٌ:حِدادَة. 6-ما دلَّ منها على صوتٍ جاءَ مصدرُه على وزن (فُعَال)، مثالٌ:نُباَح أو على وزنِ(فَعِيل)مثال:صَهِيل. 7-ما دلَّ منها على امتناعٍ جاءَ مصدرُه على(فِعَال) مثالٌ:نِفَار 8-ما دلَّ منها على عيبٍ جاءَ مصدرُه على وزن (فَعَل)، مثالٌ:بَطَر 9-الفعلُ المتعدِّي يأتي مصدرُه على وزن (فَعْل)، مثال:فَتْح. 10-الفعلُ الأجوفُ يأتي مصدرُه على وزن(فَعْل) مثلُ: قَوْلٌ، أو على وزنِ (فِعَال) مثل:قِيَام.
مصدر فعَّل بتشديد العين: التفعيل، كطهَّر تطهيراً، ويسَّر تيسيراً. هذا إذا كان الفعل صحيح اللام. وأما إذا كان معتلَّها فيكون على وزن تَفْعِلة، بحذف ياء التفعيل وتعويضها بتاء في الآخر كزِكيّ تزكِية وربَّى تَربية وندر مجيء الصحيح على تفعلة، كجرَّب تجربة، وذكَّر تذكِرة، وبصَّر تبصِرَة، وفكرَّ تفكرة، وكَمَل تَكمِلة، وفرَّق تَفْرِقة، وكرَّم تَكْرِمة. وقد يعامل مهموز اللام معاملة معتلها في المصدر كبَرَّأ تبْرِئة وجَزَّأ تَجْزِئة، والقياس تبريئاً وتجزيئاً. وزعم زيد أن ورود تفعيل في كلام العرب مهموزاً أكثر من تفعلة فيه وظاهر عبارة سيبويه تفيد الاقتصار على ما سُمِع، حيث لم يرد عنه إلاَّ نَبّأ تنبيئاً.
مصدر أفْعَلَ: الإفعال كأكرم إكراماً، وأحسن إحساناً، هذا إذا كان صحيح العين، أما إذا كان معتلها فتنقل حركتها إلى الفاء وتقلب ألفاً لتحركها بحسب الأصل وانفتاح ما قبلها بحسب الآن ثم تحذف الألف الثانية لالتقاء الساكن كما سيأتي، وتعوّض عنها التاء كأقام إقَامَة وأنَاب إنَابة، وقد تحذف التاء إذا كان مضافاً على ما اختاره ابن مالك، نحو: «وإِقام الصلاة»،وبعضهم يحذفها مطلقاً، وقد يجيء على فَعال بفتح الفاء كأنبت نَباتاً وأعطى عَطاء، ويُسمونه حينئذ اسم مصدر.
قياس مصدر ما أوَّله همزة، وصل قياسية كانطلق واقتدر، واصطفى واستغفر أن يكسر ثالث حرف منه ويزاد قبل آخره ألف فيصير مصدراً كانطلاق واقتدار واصطفاء واستغفار فخرج، نحو: اطاير واطير فمصدرهما التفاعل والتفعل لعدم قياسية الهمزة، وإن كان استفعل معتلّ العين عمل في مصدره ما عمل في مصدر أفعل معتلّ العين كاستقام استقامة، واستعاذ استعاذة.
قياس مصدر ما بدئ بتاء زائدة أن يضم رابعه، نحو: تَدَحْرَجَ تَدَحْرُجاً، وتَشَيْطَنَ تَشَيْطُناً، وتَجَوْرَب تَجَوْرُباً، لكن إذا كانت اللام ياء كسر الحرف المضموم ليناسب الياء كتوانى توانياً وتغالى تغالياً.
قياس مصدر فعلل وما ألحق به فعللة كدحرج دحرجة وزلزل زلزلة ووسوس وسوسة وبيطر بيطرة وفعلال بكسر الفاء إن كان مضاعفاً، نحو: زَلْزَل زِلزَالاً ووَسْوَس وِسواساً وهو في غير المضعَّف سماعي كسَرْهَفَ سِرْهافاً، وإن فُتِح أول مصدر المضاعف، فالكثير أن يراد به اسم الفاعل، نحو قوله تعالى: {مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ} (الناس: 4)، أي المُوَسْوِس.
قياس مصدر فاعل الفعال بالكسر والمفاعلة كقَاتل قتالاً ومُقاتلة، وخَاصم خِصاماً ومُخاصمة. وما كانت فاؤه ياء من هذا الوزن يمتنع فيه الفعال كيَاسر مُياسرة، ويامنَ مُيامنة. هذا هو القياس.
كل ما جاء على زنة تفعال فهو بفتح التاء، إلا تِبْيان، وتِلْقاء، والتِّنْضال من المناضلة، وقيل هو اسم والمصدر بالفتح.
هناك جموع سماعية لا مفرد لها مثل التعاشيب والتعاصيب والتباشير والأَبابيل (الفرق)، وهناك جموع جمعت على غير مفردها فيقصر فيها على السماع مثل لمحة وملامح، وشبَه ومشابه، وخطر مخاطر وسَم ومسامّ، وحاجة وحوائج، وباطل وأَباطيل، وحديث وأَحاديث، وعروض وأعاريض.
قد تعامل الجمع معاملة المفرد فيثنى ويجمع ثانية مثل: بيوتات ورجالات وأَفاضلون وصواحبات وهو سماعي.
| |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| |
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الثلاثاء يناير 20, 2015 5:05 am | |
| هوى عبرة ٌ نمَّتْ بهِ وجوى ً نمتْ ….. به حرقٌ أدواؤها بي أودتِ فطوفانُ نوحٍ، عندَ نَوْحي، كأدْمَعي؛ ….. وإيقادُ نيرانِ الخليلِ كلوعتي ولولا زفيري أغرقتني أدمعي ….. ولولا دموعي أحرقتني زفرتي
يوجد في القرآن الكريم 64 آية يتساوى فيها رقم الآية مع عدد حروفها وهي: الآيات42 ،50، 114،185، 136 (ورش:النبيئون)،213 (ورش :النبيئين)من البقرة\ 91 من آل عمران\88 من النساء \ 77 من التوبة \52 من يونس \ 25 من الحجر \ 51 من النحل \71 من الإسراء \ 34 من مريم \ 20 من طه \ 48 من النور \ 28 ، 38 من الفرقان \ 35 من الشعراء \ 43 من النمل \ 33 ،64 من القصص \ 34 ،55 من الروم \ 27 ،45 من يس \ 28 من الصافات \ 28 من الزمر \ 41 من غافر \ 46 من فصلت \ 40 من الزخرف \ 21 من الدخان \ 20 من الذاريات \ 14 من النجم \ 16 من القمر \ 27 من الرحمن \ 12 ، 14 ،25 من الواقعة \ 13 ،28 ، 44 من القلم\ 20 من الحاقة \ 12 ، 42 ، 44 من المعارج \20 من نوح \ 17 من القيامة \ 24 من النبأ\ 14 من النازعات \ 17 من عبس \14 من التكوير \ 11 ، 15 ،16 من الإنفطار \ 31 من المطففين \ 19 من البروج \ 10 ، 12 ،13 من الغاشية \ 14 من الفجر \ 12 من الليل\ 10 ، 12 من العلق
الحروف المشبَّهة بالفعل: (إنَّ، أنَّ، لكنَّ، ليت، لعل)، تدخل على المبتدأ والخبر، فتنصب المبتدأ ويُسمَّى اسمَها، وترفع الخبر ويُسمَّى خبرها (إنَّ المؤمنَ صادقٌ). سميت هذه الأحرف أحرفا مشبهة بالفعل؛ لِكونها تشبه الفعل في اللفظ، والمعنى جميعا ويكن حصر أوجه الشبه في خمسة أمور، هي: أ- أنها كلها على ثلاثة أحرف أو أكثر، فـ "إن وإن وليت" على ثلاثة أحرف، و"لعل، وكأن" على أربعة أحرف، و"لكن" على خمسة أحرف. ب- أنها تختص بالأسماء كما أن الفعل يختص بالأسماء. ج- أنها كلها مبنية على الفتح، كما أن الفعل الماضي مبني على الفتح. د- أنها تلحقها نون الوقاية عند اتصالها بياء المتكلم، كما تلزم هذه النون الفعل عند اتصاله بها. هـ- أنها تدل على معنى الفعل، فـ "إن"، و"أن" تفيدان معنى "أكدت"، و"كأن" تدل على معنى "شبهت"، و"ليت" تدل على معنى "تمنيت"، ولعل" تدل على معنى "رجوت" فلما كانت الأحرف المشبهة تتضمن تلك المعاني، عملت عمل الأفعال، أوضح المسالك: 1/ 125.
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا.. تجاهلت حتى قيل إني جاهل.. فواعجباً كم يدعي الفضل ناقص.. ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل..
هجرت بعض أحبتي طوعاً لأنني.. وجدت قلوبهم تهوى فراقي.. نعم أشتاق.. ولكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي.. أرغب في وصلهم دوما ولكن.. طريق الذل لا تهواه ساقي
الأفعال الناقصة: (كان وأخواتها)، تدخل على المبتدأ والخبر، فترفع المبتدأ ويُسمَّى اسمها، وتنصب الخبر ويُسمَّى خبرها (كان الإنسانُ عجولاً).1 الفعل التام هو الذي يكتفي بالفاعل، والفعل الناقص هو الذي لا يكتفي بالفاعل، ولذلك سمي ناقصا؛ لأنه يحتاج إلى ما يتمم فاعله. التام مثل: ( قام زيد ) فقد اكتفى (قام) بـ(زيد) الناقص مثل: (كان زيد جالسا) فلم يكتف (كان) بـ(زيد) بل احتاج إلى (جالسا ) قال ابن مالك: .............................. ............. وذو تمام ما برفع يكتفي وما سواه ناقص والنقص في ............ فتئ ليس زال دائما قفي
الباء: لها عشرة معانٍ: 1- للإلصاق (مررتُ بزيد). 2- للاستعانة (كتبتُ بالقلم). 3- للتعليل (ظلمتُم أنفسكم باتخاذكم العجل). 4- للمصاحبة (اشتريتُ البيت بأثاثه). 5- للتعدية (ذهب الله بنورهم). 6- للمقابلة "أو التعريض" (بعتُك هذا بهذا). 7- للقَسَم (بالله لأفعلن). 8- للاستعطاف (ارحم بزيد). 9- للظرفية (زيد بالبلد). 10- للزيادة (ولا تُلقوا بأيديكم).
(ظلمتُم أنفسكم باتخاذكم العجل) أي: لاتخاذكم العجل.
قصة الكلب الذي ثأر للرسول صلي الله عليه وسلم من النصراني قصة عجيبة: قال الحافظ ابن حجر العسقلانيّ رحمه الله: (( ذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى ؛ لحضور حفل مغوليّ كبير عُقد بسبب تنصر أحد أمراء المغول ، فأخذ واحد من دعاة النصارى في شتم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وكان هناك كلب صيد مربوط ؛ فلما بدأ هذا الصليبيّ الحاقد في سب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم زمجر الكلب وهاج ثم وثب على الصليبيّ وخمشه بشدة ، فخلّصوه منه بعد جهد ، فقال بعض الحاضرين : هذا بكلامك في حق محمد عليه الصلاة والسلام ، فقال الصليبيّ: كَلاَّ ، بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد ضربه ، ثم عاد لسب النبيّ وأقذع في السب ، عندها قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليبيّ ، وقلع زوره في الحال أي: - أعلى صدره - فمات الصليبيّ من فوره ، فعندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول )) . كتاب الدرر الكامنة (3 / 202) وذكر الذهبيّ هذه القصة في معجم الشيوخ (387)بإسناد صحيح . وقال شاهد القصة وهو جمال الدين : (( وافترسه الكلب - والله العظيم - وأنا أنظر ثم عض على الصليبيّ زردمته - أي : حلقه - فاقتلعها فمات الملعون ، ثم اشتهرت الواقعة ..! سبحان الله ان من العجب ان ينكر بعض المسلمين علي من يثأر للنبي من النصاري بل عجزوا ان يتشبهوا بالكلب في قصة ابن حجر
((مَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِأَوَّلِنَا إِسْلامًا، وَلا أَقْدَمِنَا هِجْرَةً، وَلَكِنَّهُ كَانَ أَزْهَدَنَا فِي الدُّنْيَا، وَأَرْغَبَنَا فِي الآخِرَةِ)). طلحة بن عبيد الله - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ((وَمَنْ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ غَنَاءً لِلْإِسْلَامِ، كَانَ وَاللهِ أَحْوَزِيًّا، نَسِيجَ وَحْدِهِ، قَدْ أَعَدَّ لِلْأُمُورِ أَقْرَانَهَا)). أم المؤمنين عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَبَعْدَ قَتِيلٍ بِالْمَدِينَةِ أَشْرَقَتْ ... لَهُ الْأَرْضُ وَاهْتَزَّ الْعِضَاةُ بِأَسْوُقِ جَزَى اللهُ خَيْرًا مِنْ إِمَامٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِجَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ وَكُنْتَ نَشَرْتَ الْعَدْلَ بِالْبِرِّ وَالتُّقَى ... وَحُكْمُ صَلِيبِ الدِّينِ غَيْرُ مُزَوَّقِ فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ أَمِينُ النَّبِيِّ حِبُّهُ وَصَفِيُّهُ ... كَسَاهُ الْمَلِيكُ جُبَّةً لَمْ تَمَزَّقِ مِنَ الدِّينِ وَالْإِسْلَامِ وَالْعَدْلِ وَالتُّقَى ... وَبَابُكَ عَنْ كُلِّ الْفَوَاحِشِ مُغْلَقُ تَرَى الْفُقَرَاءَ حَوْلَهُ فِي مَفَازَةٍ ... شِبَاعًا رُوَاءً لَيْلُهُمْ لَمْ يُؤَرَّقِ جزء بن ضرار
جاء رجل إلى أحد النحْويين فسأله : الظبي معرفة أم نكرة ؟ فقال : إذا كان مشوياً على المائدة فهو معرفة ! و إن كان يسرح في الصحراء ، فهو نكرة ، فقال له الرجل : أحسنت ، ما في الدنيا أعرف منك بالنحو ..
عسى: على نوعين: • يرفع الاسم ويَنصب الخبر (عسى زيدٌ أن يخرج). • يرفع الاسم وحده (عسى أن يخرج زيد).
كم (عدد مبهم) على نوعين: • استفهامية (كم رجلاً ضربته؟). • وخبرية (كم عندي رجلاً!).
فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا ** فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟ حبيبتي أنـتِ...فاستلقي كأغنيـةٍ ** على ذراعي ، ولا تستوضحي السببا أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ ** أحببتُ بعدك ..ِ إلا خلتُها كـذبا يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها** فامسحي عن جبيني الحزنَ والتعبا يا شـامُ ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ ** وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ ** زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ ** فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا يا رُبَّ حـيٍّ .. رخامُ القبرِ مسكنـهُ ** ورُبَّ ميّتٍ .. على أقدامـهِ انتصـبا يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ ؟ ** فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي ** أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟ إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي**على العصـورِ،فإنّي أرفضُ النسبا يا شامُ،يا شامُ ما في جعبتي طربٌ**أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ ** ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي ** من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟ الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها ** نحوَ السماءِ ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ ** ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا نزار
لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ ** ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ ** وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ ** تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ جَزاءُ كُلّ قَرِيبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ ** وَحَظُّ كُلّ مُحِبٍّ منكُمُ ضَغَنُ
التاء: للقسم، وهي لا تدخل إلا على اسم الله تعالى (تالله لأضربن زيدًا).
رُبَّ: للتقليل (رُبَّ رجلٍ كريمٌ).
الكاف: لها معنيان: 1- للتشبيه (زيد كالأسد). 2- زائدة (ليس كمثله شيء). قلت: والكاف قد تكون للتعليل كما في قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم).
في: لها معنيان: 1- للظرفيَّة (المال في المحفظة). 2- للاستعلاء (ولأصلبنَّكم في جذوع النخل).
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله ... وأجسامهم قبل القبور قبور وكلّ امرىء لم يحي بالعلم ميّت ... وليس له حتى النشور نشور | |
|
| |
الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10442 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: رد: واحة الفصحى 7 الثلاثاء يناير 20, 2015 5:16 am | |
| أبو عبد الله الواسطي: ليس الظريف بكامل في ظرفه، ... حتى يكون عن الحرام عفيفا فإذا تورع عن محارم ربه، ... فهناك يدعوه الأنام ظريفا
من لي بدمع علي الخدين ينهمر؟**يؤذي حبيبي وقلبي ليس ينفطر إني المحب وعقلي ليس يحتمل**لـيـتي أمـزق والمحـبـوب ينـتـصر دهت الفؤاد خطوب مزقت كبدي**إذ قـيل حبــي بأرض الكفر يحتقر لو أنهم قـرأواعـن سـيد البــشر** لقـبلوا تــربة قـد داسـهــا القـمـر قد صاح جذع علي فقدانه قـدما**قـد وطئته وشر الخلق قد سخروا قلوبهم قد قست إذ أشبهت حجرا**بـل إن عينا مـن الأحـجار تنفجر فقد بدا البغض مما قالواأورسموا**والقلب فـيه دفـين الحقد يسـتتر لن ترضي عنا بلادا شادها ثمل ** سـيان عندهمو الخنزير والبقــر فلا تـدعهم إلهــي إلا كالـبهم** يسـعون جـردا جنـونا ثــم ينتحـروا ثـم ابعثنهمو ربــي وقد مضغوا**أصـابـع الغـيظ والنيـران تسـتعـر ثــم اقذفنهمو ربـي بهــاويــة** قـد ضـاع فيـها لـذيـذ العيش والثمر واشف صدورا لقوم بات عشقهمو**لسـيد الثقـلـين ليـس يحـتـضـر نذروا لحبهمو نفسا وما مـلكـوا**وكـل مـا فـي الـدنيا يقني ويـدخر حقق إلهــي مراد المحبين له** وارزقنهمو جيـرة مـن بعدهـا نضر أنعم بنضرة قــوم قـد بدا لهموا** وجــه الإلــه وذاك الوغد يعـتصر
المثنى ابن خارجة: "لأن أموت عطشاً أحب إلي من أن أخلف موعداً. " إذا قلت في شيء نعم فأتمه ... فإن نعم دين على الحر واجب وإلا فقل: لا استراح وأرح بها ... لكي لا يقول الناس إنك كاذب
النون : الحرف الخامس و العشرون من حروف الهجاء . - تجيء اسماً للدلالة على على جمع الإناث . وفي القرآن الكريم : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ) البقرة 233 - و حرفاً للتوكيد . وفي القرآن الكريم : ( لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ ) الأعراف 88 - و للوقاية . وفي القرآن الكريم : ( يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ ) النساء 73 (المعجم الوجيز)
المهلب بن أبي صفرة: ما السيف الصارم في يد الرجل الشجاع بأعز له من الصدق. وكان يقال: الصدق قوة، والكذب عجز. أنشد بعض الأدباء: لا يكذب المرء إلا من مهانته، ... أو عادة السوء أو من قلة الأدب لجيفة الكلب عندي خير رائحة ... من كذبة المرء في جد وفي لعب
وكن معدناً للحلم، واصفح عن الأذى ... فإنك راءٍ ما علمت وسامع وأحبب، إذا أحببت، حباً مقارباً، ... فإنك لا تدري متى أنت نازع وأبغض إذا أبغضت غير مباعد، ... فإنك لا تدري متى أنت راجع
هموم رجال في أمور كثيرة، ... وهمي من الدنيا خليل مساعد إذا غبت عنه لم أغب عن ضميره، ... كأني مقيم بين عينيه شاهد نكون كروح بين جسمين فُرقاً، ... فجسماهما جسمان والروح واحد
وإذا صاحبت، فاصحب ماجداً ... ذا حياء وعفاف وكرم قوله للشيء: لا، إن قلت: لا، ... وإذا قلت: نعم، قال: نعم
وإن امرأً لم يعف يوماً فكاهة ... لمن لم يرد سوءاً بها لجهول تعارف أرواح الرجال إذا التقوا، ... فمنهم عدو يتقى، وخليل
إن القلوب لأجناد مجندة، ... لله في الأرض بالأهواء تعترف فما تعارف منها فهو مؤتلف، ... وما تناكر منها فهو مختلف
أبو علي العنزي: إلق بالبشر من لقيت من النا ... س جميعاً، ولاقهم بالطَّلاقه تجن منهم به جنيَّ ثمار ... طيب طعمه، لذيذ المذاقه ودع التيه والعبوس عن النا ... س، فإن العبوس رأس الحماقه كلما شئت أن تعادي عادي ... ت صديقاً، وقد تعز الصداقة
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يؤاخي بين الرجلين من أصحابه، فتطول الليلة على أحدهما حتى يرى أخاه. أبو بكر بن أبي الدنيا: إذا المرء لم ينصف أخاه، ولم يكن ... له غائباً يوماً، كما هو شاهده فلا خير فيه، فالتمس غيره أخاً ... كريماً، على وصل الكريم تعاهده فإن غبت يوماً، أو شهدت فوجهه، ... على كل حال أينما كنت، واجده أحمد بن يحيى لكثير عزة: وليس خليلي بالملول ولا الذي، ... إذا غبت عنه باعني بخليل ولكن خليلي من يدوم وفاؤه، ... ويحفظ سرّي كل دخيل ولست براض من خليلي بنائل ... قليلٍ، ولا أرضى له بقليل
إذا ما أذاني مفصل فقطعته، ... بقيت وما لي للنهوض مفاصل ولكن أداويه، فإن صح كان لي، ... وإن هو أدوى كان فيه تحامل
بشار بن برد العقيلي: أخوك الذي لا ينقض، الدهر، عهده، ... ولا عند صرف الدهر يزور جانبه فخذ من أخيك العفو، واغفر ذنوبه ... ولا تك في كل الأمور تجانبه إذا كنت في كل الأمور معاتباً ... صديقك، لم تلق الذي لا تعاتبه
محمد بن يزيد المبرّد: وكنت، إذا الصديق أراد غيظي ... على حنق، وأشرقني بريقي غفرت ذنوبه، وكظمت غيظي، ... مخافة أن أكون بلا صديق
من حمد الناس، ولم يبلهم، ... ثم بلاهم ذم من يحمد وصار بالوحدة مستأنساً، ... يوحشه الأقرب والأبعد
آخ من آخيت عن خبرته، ... لا يغرنك من الناس الطُّرر لا ولا الأجسام ما لم تبلهم، ... إنما الناس كأمثال الشجر منه ما ليست له منظرة، ... وهو صلب عوده حلو الثمر وترى منه أنيقاً نبته، ... طعمه مرٌّ، وفي العود خَوَر
فإذا وجدت أخا الأمانة والتقى ... فيه اليدين قرير عين فاشدد كم من صديق في الرخاء مساعد ... وإذا أردت حقيقة لم توجد
زهير بن أبي سلمى: وما يك من خير أتوه، فإنما ... توارثه آباء آبائهم قبل وهل ينبت الخطِّيَّ إلا وشيجه، ... وتغرس إلا في منابتها النخل
إني لأمنح من يواصلني ... مني صفاء ليس بالمذق وإذا أخ لي حال عن خلق ... داويت منه ذاك بالرفق والمرء يصنع نفسه، ومتى ... ما تبله ينزع إلى العرق
ليس شيء أسر إلى ذي اللب، ولا أحسن موقعاً في القلب، من محادثة العقلاء، ومجالسة الأدباء. فإن ذلك مما تفتق به الأذهان، وينفسح به الجنان، ويزيد في اللب، ويحيا به القلب، كما قال بعض الشعراء: وما بقيت من اللذات إلا ... محادثة الرجال ذوي العقول وقد كنا نعدهم قليلاً، ... فقد صاروا أقل من القليل
أقسمت بالله لا ينفك مغتفراً ... ذنب الصديق، وإن عق، وإن صرما والعمر يقصر عن هجر، وعن صلة، ... وعن تَجَنٍّ، وعتبٍ يورث السَّقما
المهلبي : البس أخاك على ما كان من خلق، ... واحفظ مودته بالغيب ما وصلا فأطول الناس غماً من يريد أخاً ... ذا خلة لا يرى في وده خللا
مطيع بن اياس: ولئن كنت لا تصاحب إلا ... صاحباً لا تزل، ما عاش، نعله لا تجده، ولو حرصت، وأنى ... لك بالخل ليس يوجد مثله
البس أخاك على تصنُّعه، ... فلرب مفتضح على النص ما كدت أفحص عن أخي ثقة، ... إلا ذممت عواقب الفحص
لا دواء لمن لا حياء له، ولا حياء لمن لا وفاء له، ولا وفاء لمن لا إخاء له، ولا إخاء لمن أراد أن يجمع بين أهواء أخلائه حتى يحبوا ما أحب ويكرهوا ما كره، وحتى لا يرى من أحد ختلاً، ولا زللاً، ولا تفريطاً : طلبت امرأً حراً صحيحاً مسلماً، ... نقياً من الآفات في كل موسم لأمنحه ودي، فلم أدرك الذي ... طلبت، ومن لي بالصحيح المسلم صبرت ومن يصبر يجد غب صبره ... ألذ وأشهى من جنى النحل في الفم ومن لا يطب نفساً ويستبق صاحباً ... ويغفر لأهل الود يصرم ويصرم
وإذا أتيت جماعة في مجلس، ... فاحذر مجالسهم، ولما تقعد وذر الغواة الجاهلين وجهلهم، ... وإلى الذين يذكرونك فاقعد
ولا تصحب أخا الجهل، ... وإياك وإياه فكم من جاهل أردى ... حليماً، حين آخاه وللشيء من الشيء ... مقاييس وأشباه يقاس المرء بالمرء، ... إذا ما المرء ماشاه والقلب على القلب ... دليلٌ، حين يلقاه
فإياك، إياك المزاح، فإنه ... يجري عليك الطفل والدنس النذلا ويذهب ماء الوجه بعد وضاته، ... ويورث بعد العز صاحبه ذلا
إذا ما يهتدي لبي هداني، ... وأسأل ذا البيان، إذا عميت وأجتنب المقاذع حيث كانت، ... وأترك ما هويت لما خشيت
ما في الكلام على الأنام أثام، ... بل فيه عندي النقض والإبرام لولا الكلام لما تبينا الهدى، ... وتعطلت في ديننا الأحكام فزن الكلام، إذا أردت تكلما، ... ودع الفضول، ففي الفضول ملام إن أنت لم ترشد أخاك، إذا أتى، ... فعليك منه هجنة وأثام والنطق أفضل من صمات متهم، ... جاء الكتاب بذاك، والإسلام هذا البيان، فلا تكن متمارياً، ... فالصمت عيٌّ، والكلام نظام
حتف امرئ لسانه ... في جده، أو لعبه بين اللَّها مقتله، ... ركب في مركبه ورب ذي مزح أُمي ... تت نفسه في سببه ليس الفتى كل الفتى ... إلا الفتى في أدبه وبعض أخلاق الفتى ... أولى به من نسبه
إن يحسدوني فإني غير لائمهم ... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا فدام لي ولهم ما بي وما بهم، ... ومات أكثرهم غيظاً بما يجد أنا الذي يجدوني في صدورهم ... لا أرتقي صُعداً منها ولا أرد
ألم ترَ مفتاح الفؤاد لسانه ... إذا هو أبدى ما يقول من الفم وكائن ترى من صامت لك معجب ... زيادته أو نقصه في التكلم لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
عبد الله بن المعتز لنفسه يصف خطاً: فدونكه موشى نمنمته ... وحاكته الأنامل أي حوك بشكل يؤمن الإشكال فيه ... كأن سطوره أغصان شوك
أبو تمام للحسن بن وهب، وقد قرأ كتاباً له فاستحسن خطه ولفظه من كلمه: لقد جلى كتابك كل بث ... جو وأصاب شاكلة الرمي فضضت ختامه فتبلجت لي ... غرائبه عن الخبر الجلي وكان أغض في عيني وأندى ... على كبدي من الزهر الجني وأحسن موقعاً عندي ومني ... من البشرى أتت بعد النعي وضمن صدره ما لم تضمن ... صدور الغانيات من الحلي فكائن فيه من معنى بديع ... وكائن فيه من لفظ بهي وكم أنجزت من بر جليل ... به ووعدت من وعد سني كتبت به بلا لفظ كريه ... على أذن ولا خط قمي فأطلق من عقال في الأماني ... ومن عقل القوافي والمطي
تعاهد لسانك إن اللسا ... ن سريع إلى المرء في قتله وهذا اللسان بريد الفؤا ... د يدل الرجال على عقله
قد أفلح الساكت الصموت ... كلام راعي الكلام قوت ما كل نطق له جواب ... جواب ما تكره السكوت
| |
|
| |
| واحة الفصحى 7 | |
|