برز الثعلبُ يوماً : في ثياب الواعِظينا
فمشى في الأرضِ يهذي : ويسبُّ الماكرينا
ويقولُ : الحمدُ للـ ـهِ إلڑهِ العالمينا
يا عِباد الله، تُوبُوا : فهموَ كهفُ التائبينا
وازهَدُوا في الطَّير، إنّ الـ ـعيشَ عيشُ الزاهدينا
واطلبوا الدِّيك يؤذنْ لصلاة ِ الصُّبحِ فينا
فأَتى الديكَ رسولٌ من إمام الناسكينا
عَرَضَ الأَمْرَ عليه وهْوَ يرجو أَن يَلينا
فأجاب الديك عذراً : يا أضلَّ المهتدينا !
بلِّغ الثعلبَ عني : عن جدودي الصالحينا
عن ذوي التِّيجان ممن: دَخل البَطْنَ اللعِينا
أَنهم قالوا وخيرُ الـ ـقولِ قولُ العارفينا:
" مخطيٌّ من ظنّ يوماً : أَنّ للثعلبِ دِينا "
أحمد شوقي