دعت له أم دعت عليه ؟ !
دخلت امرأةٌ على هارون الرشيد وعنده جماعةٌ من وجوهِ أصحابِه؛
فقالت: يا أميرَ المؤمنين؛ أقَـرَّ اللهُ عينَك، وفرَّحَك بما آتاك؛ وأتمَّ سعدَك؛ لقد حكَمْتَ فقَسَطْت !!
فقال لها: من تكونين أيتها المرأة ؟
فقالت: من آل برمك، ممن قتلت رجالهم، وأخذت أموالهم، وسلبت نوالهم
فقال: أما الرجالُ فقد مضى فيهم أمرُ الله، ونفذَ فيهم قدَرُه، وأما المالُ فمردودٌ إليك .
ثم التفت إلى الحاضرين من أصحابه؛ فقال: أتدرون ما قالت المرأة؟!
فقالوا: ما نراها قالت إلا خيرا !!!
قال: ما أظنكم فهمتم ذلك؛
أما قولُها "أقر اللهُ عينَك" فتعني أسكنها عن الحركة؛ وإذا سكنت العين عن الحركة عميت ،
وأما قولُها "وفرَّحَكَ بما آتاك" فأخذَتْهُ من قوله تعالى {حتى إذا فَـرِحُـوا بما أُوتُـوا أخَـذْنـاهُـمْ بَـغْـتـةً} ،
وأما قولُها "وأتم اللهُ سعدَك" فأخذته من قول الشاعر:
إذا تمَّ أمـرٌ بــدا نقصُـهُ : تَـرَقَّـبْ زوالاً إذا قـيـلَ تَــمّ
وأما قولُها "لقد حكمت فقسطت" فأخذته من قوله تعالى {وأمَّـا القاسِـطـون فكانـوا لجَـهَـنَّـمَ حَـطَـبـًا}
فتعجبوا من ذلك !