لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة!
*********************:
...يحكى أن رجلا اسمه أبو نصر الصياد، كان يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد فمشى في الطريق مهموماً لأن زوجته وابنه يبكيان من شدة الجوع فمر على شيخ من علماء المسلمين،واسمه "أحمد بن مسكين" وحكى له أحواله ،فقال له الشيخ:اتبعني إلى البحر.
فذهبا إلى البحر، وقال له: صل ركعتين فصلى، و قال له: قل بسم الله، فقال: بسم الله... ثم رمى الشبكة..فخرجت بسمكة عظيمة.
قال الشيخ: بعها واشتر طعاماً لأهلك، فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى،وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة، فقال له الشيخ: لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة..!
أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمناً، ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال له: خذها أنت وعيالك.
وبينما الرجل في الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى الفطيرتين في يد الرجل. فسأل الرجل نفسه: هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فلمن أعطي الفطيرتين، ونظرا إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها: خذي الفطيرتين فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً.. وعاد يحمل الهم،
فكيف سيطعم امرأته وابنه؟
وبينما هو يسير في طريقه ، سمع رجلاً ينادي: من يدلني على أبي نصرالصياد؟.. فدله الناس على الرجل.. فقال له: إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة. ثم مات ولم أستدل عليه، خذ يا بني 30 ألف درهم مال أبيك.
يقول أبو نصر الصياد: وتحولت إلى أغنى الناس وصارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله.
وأعجبتني نفسي لأني كثير الصدقة، فرأيت رؤيا في المنام أن الميزان قد وضع. وينادي مناد: أبو نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك، يقول فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي،فرجحت السيئات، فقلت: أين الأموال التي تصدقت بها؟
فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات. وبكيت وقلت: ما النجاة ؟؟؟
وأسمع المنادي
يقول: هل بقي له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: نعم بقيت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتان) في كفه الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات. فخفت على نفسي
وأسمع المنادي يقول: هل بقي له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقي له شيء فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين
(الفطيرتين) فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت
فأسمع المنادي يقول: هل بقي له من شيء؟ فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح وترجح وترجح كفةالحسنات.. وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا
فاستيقظت من النوم أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة!.
...............................
( الأعمال بالإخلاص فيها لا بكثرتها )
تحياتي
الطيب الشنهوري