من روائع الامام الشافعي رحمه الله
..............................................
تموت الأســـود في الغابات جوعا : ولحم الضــــأن تأكـــــله الكــــلاب
وعبد قـــد ينـام على حــــــرير : وذو نســــب مفارشــــــه الـــتراب
.....................................
يخــــاطبني الســــفيه بكــــل قــبح : فأكــــره أن أكــــون لـــــه مجــيبا
يزيــــد ســــــفاهة فأزيـــد حـــلما : كعــــود زاده الإحــــــراق طــــيبا
........................................
نعـــيب زمـــاننا والعـــــيـب فــينا : ومــــا لزمــــاننا عــــيب ســــوانا
ونهجــــوا ذا الزمــان بغـــير ذنب : ولو نطــــق الزمـــــان لنا هجــانا
وليس الذئب يأكــل لحـــم بعـــض : ويأكــــل بعضــــنا بعضــا عـيانا
................................
إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلفـــا : فدعــه ولا تكـثر عليه التأســـفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة : وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهــواك قـلبه : ولا كـل من صافـيته لك قد صفا
إذا لم يكــن صفـو الوداد طبيعة : فلا خــير في ود يجـيء تكــلفا
ولا خير في خــل يخــون خـليله : ويلقــاه من بعد المــودة بالجــفا
وينكر عيشـا قد تقــادم عهـــده : ويظهــــر سـرا بالأمــس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بهــا : صديق صدوق صادق الوعد منصفا
........................................
إذا ضــاق صــدرك من بلاد .... ترحـل طـالبا أرضـا سـواها
عجــــبت لمن يقـيم بدار ذل ... وأرض الله واسعة فضـــاها
فذاك من الرجــال قـــليل عقــــل... بلـــيد ليس يعـلم من بناها
فنفسـك فــز بها إن خفت ضيما .... وخـل الــدار ومـن بناهـــا
فـــإنك واجــد أرضـا بأرض .... ونفسـك لم تجــــد نفسـا سـواها
ومن كـانت مـنيته بــــأرض .... فــليس يمـوت في أرض سواها
.........................................................
تغمدني بنصحـك في انفــرادي .... وجنبني النصـيحة فـي الجماعه
فإن النصح بين النــاس نوع .... من الـتوبيخ لا أرضـى اســتماعه
فإن خالفتني وعصـيت قــولي .... فلا تجـزع إذا لــم تعــط طــاعه
..........................................
صــديق ليس ينفـــع يوم بؤس * قـريب مـــن عــدو فـي القــياس
وما يبقى الصـديق بكل عصـر * ولا الإخـــوان إلا للتآســـــــــي
عبرت الدهـر ملتمسـا بجهدي * أخــا ثقـــــة فألهـــاني التمـاسي
تنكــرت البـلاد ومن عليهـــا * كــأن أناسهـــا ليســــوا بنـــاس